معمارية بلاكويل (Blackwell) هو الاسم الرمزي (Code Name) الذي تُشير إليه بعض التسريبات والتوقّعات على أنّه الجيل القادم من وحدات المعالجة الرسومية (GPU) التي تعمل عليها شركة إنفيديا (Nvidia)، لتكون خليفة معمارية Ada Lovelace المستخدمة في سلسلة بطاقات GeForce RTX 40. حيث يعدّ كرت شاشة GeForce RTX 4090 واحدة من أقوى بطاقات الرسوميات التي انتجتها إنفيديا وفيما يلي شرحٌ أوسع حول هذه المعمارية وأسباب أهميتها:
1. أصل التسمية وأهميتها
- التسمية: يُقال إن إنفيديا تسمّي معمارية بلاكويل تيمنًا بالعالِم الرياضي والإحصائي الأميركي ديفيد هارولد بلاكويل (David Harold Blackwell)، الذي قدّم مساهمات مهمة في مجالات الإحصاء ونظرية الاحتمالات ونظرية الألعاب.
- التقليد المتّبع: جرت العادة في إنفيديا على تسمية أجيال معالجاتها الرسومية بأسماء عُلماء بارزين (مثل معمارية باسكال “Pascal” على اسم بليز باسكال، ومعمارية تuring على اسم آلان تورنغ، ومعمارية أمبير “Ampere” نسبةً لأندريه ماري أمبير، ومعمارية آدا “Ada” تكريمًا لآدا لوفلايس).
2. توقّعات حول موعد الإطلاق
- نافذة زمنية محتملة: بناءً على دورات الإطلاق السابقة لإنفيديا، يُرجَّح أن ترى معمارية بلاكويل النور في النصف الثاني من عام 2024 أو خلال عام 2025.
- عدم وجود تأكيد رسمي: حتى الآن، لم تُصدر إنفيديا إعلانًا رسميًا بشأن الموعد المحدّد أو المواصفات الدقيقة، وجميع المعلومات المتداولة تستند إلى تسريبات وشائعات من جهات ذات صلة بصناعة أشباه الموصلات وتقارير المحلّلين.
3. أبرز التحسينات التقنية المتوقّعة
- تحسين الأداء وكفاءة الطاقة
- يُفترض أن تواصل إنفيديا في بلاكويل نهجها الثابت بزيادة الأداء الرسومي بشكل ملحوظ مقارنةً بالأجيال السابقة.
- قد يُتاح هذا التحسّن في إطار طاقة مشابه أو أقل، أي أنّ إنفيديا قد تركّز أيضًا على زيادة كفاءة استهلاك الطاقة، خاصةً مع ازدياد أهميّة الاستدامة وتقليل الحرارة الصادرة.
- دعم أكبر للذكاء الاصطناعي والتعلّم العميق
- أصبحت أعباء العمل الخاصة بالذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من سوق المعالجات الرسومية، سواء على مستوى مراكز البيانات (Data Centers) أو الحواسيب الشخصية.
- لذا يُتوقّع أن تحتوي بلاكويل على تحسينات بارزة في أنوية التنسور (Tensor Cores) ودعم واجهات برمجية (APIs) متقدّمة لتسريع التعلّم العميق (Deep Learning) وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
- تقنيات التصنيع والشرائح
- من المحتمل أن تتعاون إنفيديا مع شركة TSMC، رائدة صناعة أشباه الموصلات، لاستخدام عملية تصنيع متقدّمة (مثل 3 نانومتر أو ما يقاربها).
- يتيح ذلك تضمين عددٍ أكبر من الترانزستورات في الشريحة الواحدة، ما يرفع معدّل الأداء الحسابي دون تضحية كبيرة في استهلاك الطاقة أو زيادة الحرارات.
- تطوّرات في بنية المعالج الرسومي
- عادةً ما تجري إنفيديا تغييرات في التصميم الداخلي لوحدات التظليل (CUDA Cores) ومعالجات RT (Ray Tracing) وأنوية التنسور.
- على سبيل المثال، قد تعمد إلى تحسين دعم تقنية تتبّع الأشعّة (Ray Tracing) عبر زيادة سرعة الحساب في الأنوية المخصّصة وإضافة ميزات لتسهيل تطوير الألعاب والتطبيقات التي تستفيد من الإضاءة والظلال الواقعية.
- تحسينات ذاكرة الوصول العشوائي (VRAM)
- مع ازدياد تعقيد الألعاب واحتياجات الذكاء الاصطناعي، تزداد أهمّية سعة الذاكرة وسرعتها.
- هناك توقّعات باعتماد تقنيات ذاكرة GDDR7 أو استخدام ذاكرة عالية النطاق الترددي HBM (High Bandwidth Memory) في الإصدارات الاحترافية والموجّهة لمراكز البيانات، ما يعزّز القدرة على التعامل مع البيانات الضخمة (Big Data).
4. الاستخدامات المحتملة
- الألعاب والأجهزة الشخصية
- سلسلة GeForce للشريحة الرسومية المخصّصة للألعاب قد تحصل على دفعة كبيرة في الأداء، خاصةً في مجالات تتبع الأشعة ودعم دقّة 4K و8K.
- قد ينعكس ذلك على تجربة الألعاب بزيادة عدد الإطارات في الثانية (FPS) وتخفيف ضغط تشغيل الألعاب الواقعية.
- الحوسبة فائقة الأداء HPC
- تستفيد مراكز البيانات والأبحاث العلمية من أي زيادة في الأداء الحسابي لوحدات معالجة الرسوميات، حيث تُستخدم في عمليات المحاكاة العلمية، وأبحاث الطقس، وتحليل البيانات الضخمة.
- التحسينات في Tensor Cores وواجهة الذاكرة قد تسمح بنقل أسرع للبيانات ومعالجة أدق، ما يخدم شركات التقانة الحيوية وصناعة الطاقة وغيرها.
- الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات
- توفّر المعماريات الجديدة من إنفيديا سرعة أكبر في تدريب النماذج الذكية وتشغيلها في بيئات الإنتاج.
- كل إصدار جديد من إنفيديا يتضمّن بطاقات مخصّصة لسوق مراكز البيانات (مثل بطاقات فئة A100، H100…)، ويتوقّع أن يأتي إصدار Blackwell بمزايا أقوى لتسريع التعلم العميق وتحسين الأداء في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
5. التحدّيات والتوقّعات
- التنافس مع الشركات الأخرى
- تشتدّ المنافسة مع شركات مثل AMD وIntel في سوق المعالجات الرسومية، وخصوصًا مع دخول Intel بخطّ معالجات رسومية خاص للأجهزة الشخصية والخوادم.
- تحاول AMD تطوير معماريات Radeon الخاصة بها بسرعة كبيرة ودعم الذكاء الاصطناعي، مما يدفع إنفيديا لابتكار حلول أكثر تطوّرًا للحفاظ على الصدارة.
- الأسعار والتوافر
- قد يشهد السوق، كما حدث سابقًا، حالة ارتفاع أسعار أو نقص في المعروض خاصةً عند الإطلاق الأولي، نتيجةً لإقبال المستهلكين والمعدّنين (في حال عودة نشاطات تعدين العملات الرقمية)، فضلًا عن الطلب الهائل من مراكز البيانات.
- تظلُّ الأسعار أحد العوامل الأساسية التي ستؤثر على مدى انتشار الجيل الجديد لدى المستخدمين العاديين.
- الطاقة والتبريد
- رغم التركيز على كفاءة الطاقة، لا تزال وحدات المعالجة الرسومية المتقدّمة تُنتج الكثير من الحرارة، وتتطلّب أنظمة تبريد متطوّرة.
- سيتعيّن على الشركات المصنّعة لحلول التبريد واللوحات الأم (Motherboard) التأقلم مع أي متطلبات جديدة قد تفرضها معمارية بلاكويل.
- بلاكويل (Blackwell) هي معمارية إنفيديا القادمة التي ستخلف Ada Lovelace، ومن المتوقع إطلاقها بين 2024 و2025.
- التركيز الأساسي سيكون على زيادة الأداء والحوسبة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وتعزيز كفاءة الطاقة وتقليل استهلاكها.
- الأهميّة الكبيرة تنبع من المكانة الرائدة لإنفيديا في مجالات الألعاب، والذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات، حيث يبحث الجميع عن قفزة نوعية جديدة في الأداء.
- لا معلومات رسمية حتى الآن؛ جميع ما سبق يستند إلى تسريبات وتوقّعات، لذا يُنصح دائمًا بمتابعة المصادر والشركات الرسمية لمواكبة آخر المستجدات.
تظل بلاكويل ضمن دائرة التكهّنات إلى حين صدور إعلان رسمي من إنفيديا، لكنّ الحماسة حولها تعكس مدى أهمّية المعالجات الرسومية في قيادة موجة الابتكار المستقبلية في مجالات متنوعة، بدءًا من الترفيه والألعاب الإلكترونية وصولًا إلى تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي.
Views: 10