في وقت كانت فيه سامسونج تتباهى بتقنياتها الآمنة في إدارة الطاقة والشحن، تعرّض أحد مستخدمي هاتف Galaxy S25+ لانفجار صادم في البطارية، وهو ما أعاد إلى الواجهة الجدل القديم حول سلامة بطاريات الشركة، وخاصة في هواتفها الرائدة.
بداية القصة: انفجار مفاجئ وضرر كبير
انتشرت خلال الساعات الماضية صور لهاتف Galaxy S25+ محترق بالكامل، تم تداولها عبر حساب على منصة X يُدعى “@ya_sking12767″، حيث أوضح المستخدم أن الهاتف انفجر أثناء وضعه على المغسلة، دون وجود شاحن متصل أو ظروف استثنائية.
الصورة المرفقة تظهر الهاتف بعد الحادثة، وقد تفحم الجزء السفلي بالكامل، في مشهد يُذكّر بحوادث قديمة مثل Galaxy Note 7 سيئ السمعة. ورغم حذف المنشور لاحقًا من المنصة، إلا أن الصور انتشرت بسرعة وأثارت تساؤلات عديدة حول أسباب هذا النوع من الأعطال في أجهزة يفترض أنها آمنة تمامًا.
ليست الحادثة الأولى… ولا الأخيرة
في الواقع، حادثة Galaxy S25+ ليست الوحيدة خلال الأشهر الماضية. فقد شارك مستخدم آخر تجربته مع Galaxy S23 Ultra، موضحًا أن بطارية الجهاز بدأت ترتفع حرارتها بشكل مفاجئ أثناء الشحن، ما أدى إلى انتفاخها وانفجار الواجهة الخلفية الزجاجية.
نُشرت صورة للهاتف المتضرر، وتُظهر كسورًا واضحة في الظهر الزجاجي نتيجة الضغط من البطارية المنتفخة. وقد كتب المستخدم في تغريدته: “هل نحن على موعد مع Galaxy Note 7 نسخة 2؟”.
هذه الحوادث، إلى جانب تقارير أخرى عن سماعات Galaxy Buds FE التي انفجرت في أذن مستخدم في وقت سابق، تطرح تساؤلات جدية حول سياسة سامسونج في إدارة المخاطر المتعلقة بالبطارية.
هل الأمان على حساب الأداء؟
في السنوات الأخيرة، اتبعت سامسونج نهجًا محافظًا في ما يتعلق ببطاريات هواتفها، مفضّلة الالتزام بمعايير أمان صارمة حتى لو كان ذلك على حساب سرعة الشحن أو سعة البطارية مقارنة بالمنافسين الصينيين مثل Xiaomi وRealme وHONOR، الذين يقدّمون بطاريات أكبر وشواحن أسرع.
لكن رغم هذه الاحتياطات، لا تزال بعض الحوادث تظهر من حين إلى آخر. فالمستخدمون يتساءلون اليوم: إذا كانت سامسونج لا تتيح شحنًا أسرع من 45 واط وتستخدم تقنيات حماية متعددة، فلماذا تنفجر البطاريات في بعض الحالات؟
من المسؤول؟ المستخدم أم المصنع؟
الرد التقليدي عند ظهور مثل هذه الحالات غالبًا ما يكون: “استخدم الشاحن الخاطئ”. لكنّ الواقع أكثر تعقيدًا. معظم الأجهزة الحديثة، ومنها Galaxy S25+، تدعم بروتوكول الشحن العالمي Power Delivery، الذي يجعل من السهل استخدام شواحن متعددة دون مخاطر كبيرة.
هذا يعني أن الشاحن الخارجي – ما لم يكن مقلّدًا أو تالفًا – لا يُفترض أن يتسبب بانفجار، خاصة مع وجود دوائر حماية داخل الهاتف نفسه. وبالتالي، تزداد المطالبات بضرورة أن تقوم سامسونج بإجراء مراجعات صارمة وتحقيقات شفافة في مثل هذه الحوادث.
هل تُعيد سامسونج النظر في استراتيجيتها؟
تُعد سمعة سامسونج في السوق العالمية حساسة للغاية، خصوصًا بعد حادثة Galaxy Note 7 الشهيرة في 2016، التي كلّفت الشركة مليارات الدولارات، فضلًا عن الضرر البالغ في الثقة.
وها هي الآن تواجه حالة جديدة تضعها أمام سؤال مباشر: هل تحتاج سامسونج لمراجعة إجراءات اختبار البطاريات والتأكد من صمودها تحت جميع الظروف؟ وهل من المناسب الاكتفاء بردود فعل محدودة دون كشف علني وشفاف عن النتائج؟
حتى الآن، لم تُصدر سامسونج بيانًا رسميًا بشأن حادثة Galaxy S25+، ولا توجد أي إشارات إلى سحب الأجهزة أو تقديم استبدال، ما يفتح الباب لمزيد من التكهنات والقلق بين المستخدمين.
Views: 0