في وقتٍ تتسارع فيه وتيرة الابتكار بمجال الأجهزة القابلة للطي، ظهر تسريب جديد مثير للجدل يشير إلى جهاز بثلاث طيّات قد يتحول إلى حاسوب فعلي، ما يمثل نقلة جذرية في مفهوم الأجهزة المحمولة.
التسريب: من الهواتف إلى الحواسيب القابلة للطي
نشر أحد المسربين المعروفين في الصين على منصة Weibo صورة مختصرة ومشفرة نوعًا ما، تتضمن العبارة:
“طي صغير / طي مزدوج / طي ثلاثي → حاسوب قابل للطي”.
وتحمل هذه العبارة في طياتها تلميحًا واضحًا أن الصناعة تتجه الآن إلى ما هو أبعد من الهواتف القابلة للطي، نحو أجهزة يمكنها أن تتوسع إلى شكل شاشة حاسوب مكتملة.

ورغم أن الصورة لا تحمل أي شعار رسمي أو تأكيد من شركة معينة، إلا أن توقيت النشر، وكونه صادرًا عن حساب تقني بارز، يزيد من احتمالية أن يكون التسريب مرتبطًا فعليًا بجهاز يتم تطويره في الوقت الحالي.
ما المقصود بجهاز “ثلاث طيّات”؟
في حين اعتدنا على الطي المزدوج (كما في Galaxy Z Fold أو Huawei Mate X)، فإن الطي الثلاثي يشير إلى جهاز يحتوي على ثلاث شاشات أو جزأين مفصلين قابلين للفتح.
عند طي الجهاز، يكون مضغوطًا وسهل الحمل. وعند فتحه، يتحول إلى شاشة كبيرة تتجاوز حتى حجم التابلت التقليدي، مما يفتح المجال لاستخدامه كحاسوب محمول مع واجهة مكتبية كاملة.
بعض النماذج التجريبية من سامسونج وTCL كشفت سابقًا عن هذا النوع من التصاميم، لكنها لم تصل إلى الأسواق بعد. الجديد هذه المرة هو الحديث عن تحويله إلى “حاسوب فعلي” وليس مجرد جهاز لوحي أو هاتف.
هل نحن أمام فئة جديدة من الأجهزة؟
هذا التسريب قد يكون تمهيدًا لوصول فئة جديدة بالكامل في عالم الأجهزة الذكية:
ليست هاتفًا ولا تابلتًا فقط.
بل جهاز هجين يتحول من شاشة صغيرة إلى واجهة مكتب حقيقية.
يدعم الإنتاجية، والعمل، والتصميم، وربما اللعب كذلك.
إذا تم دمج هذه التقنية مع لوحة مفاتيح قابلة للفصل أو مدمجة، ودعم لأنظمة تشغيل مرنة مثل Windows أو واجهات DeX/PC Mode، فإننا حقًا أمام حاسوب قابل للطي بثلاث طيّات وليس مجرد مفهوم تسويقي.
التحديات التقنية: لماذا لم تصل هذه الفكرة إلى السوق بعد؟
رغم أن الفكرة جذابة جدًا، إلا أن تطبيقها في منتج تجاري يواجه عدة تحديات كبيرة، أبرزها:
🔹 قوة المفصلات والمتانة
ثلاثة طيّات تعني وجود مفصلين أو أكثر في جسم الجهاز، مما يتطلب:
مفصلات قوية قادرة على تحمل آلاف عمليات الفتح والإغلاق.
مواد مرنة ولكن متينة لا تتلف بسهولة.
🔹 الشاشة والتجاعيد
تصميم شاشة قابلة للطي دون ظهور تجاعيد أو خطوط واضحة هو تحدٍّ معروف في هذا النوع من الأجهزة.
ومع ثلاث طيّات، يكون الحفاظ على تجربة بصرية سلسة أكثر تعقيدًا.
🔹 الوزن والسماكة
جهاز بهذا الحجم لا بد أن يكون أكبر من الهاتف وأثقل من التابلت، وهذا يفرض على الشركات إيجاد حلول ذكية لتوزيع الوزن والحفاظ على سهولة الحمل.
🔹 نظام التشغيل
هل سيعمل هذا الجهاز على أندرويد، ويندوز، أو واجهة هجينة؟
أنظمة التشغيل الحالية ليست مصممة بالكامل لأجهزة بثلاث شاشات متحركة، وهو ما يتطلب تطوير واجهات مستخدم ديناميكية تتكيف مع حجم الشاشة.
من هي الشركة المحتملة خلف التسريب؟
رغم أن التسريب لا يذكر اسمًا مباشرًا، إلا أن هناك ثلاث شركات مرشحة بقوة:
1. سامسونج
رائدة عالم الطي، وقد استعرضت في السابق مفاهيم لأجهزة طي ثلاثي في مؤتمرات تقنية.
من المرجّح أن سامسونج تعمل على تحويل هذه النماذج إلى واقع.
2. هواوي
رغم الحظر الأمريكي، إلا أنها لا تزال نشطة في سوق الأجهزة القابلة للطي، وقد أظهرت جرأة في تقديم مفاهيم تصميمية فريدة.
3. لينوفو
هي من أوائل من قدّموا لابتوب قابل للطي (ThinkPad X1 Fold)، مما يجعلها مرشحة لدمج فكرة الطي الثلاثي في الحواسيب.
هل نقترب من تغيير جذري في تجربة الاستخدام؟
إذا صدق هذا التسريب، فإننا أمام نقطة تحول حقيقية في عالم التكنولوجيا المحمولة.
فالجهاز الذي يمكنه:
أن يكون صغيرًا بحجم دفتر الجيب،
ثم يتوسع ليصبح شاشة حاسوب،
ويقدم أداءً مقاربًا للحواسيب المحمولة…
فهو جهاز متعدد الاستخدامات يغيّر طريقة تعاملنا مع العمل والترفيه والاتصال.
خلاصة وتوقعات
فكرة جهاز بثلاث طيّات يتحول إلى حاسوب ليست خيالًا علميًا، بل قريبة من الواقع التقني.
الشركات الكبرى بدأت بالفعل في اختبار مثل هذه التصاميم.
إذا سارت الأمور كما يجب، فقد نراه يُكشف عنه رسميًا خلال 2025 أو 2026.
هذه النقلة لا تعني فقط تحسينًا في التصميم، بل إعادة تعريف لفئة كاملة من الأجهزة.
Views: 0