ما هي منصة WikiTok ولماذا أثارت هذا الاهتمام؟
في عالمٍ تغزوه خوارزميات التخصيص التي تحدد ما نقرأه ونراه، تأتي منصة WikiTok كبديل ثوري يغير طريقة الوصول إلى المعرفة. المشروع هو عبارة عن موقع ويب يُظهر مقالات من ويكيبيديا بطريقة تمرير رأسي لا نهائي تشبه TikTok، لكنه خالٍ تمامًا من خوارزميات الترشيح أو المحتوى المخصص. الهدف؟ تجربة تصفح عشوائية تحفز الفضول وتعيد إحياء حب التعلم.
فكرة بسيطة تحوّلت إلى تجربة رقمية فريدة
بدأت فكرة منصة من تغريدة نشرها مستخدم على المنصة X، اقترح فيها بناء واجهة Wikipedia يمكن تصفحها كما يُتصفح TikTok. المطور الأمريكي Isaac Gemal تلقف الفكرة ونفّذها خلال أقل من 48 ساعة، مستعينًا بأدوات الذكاء الاصطناعي مثل Claude ومحررات برمجية متقدمة مثل Cursor.
واجهة بسيطة… وعمق في المعرفة
تتميز منصة WikiTok بتصميمها النظيف والبسيط. بمجرد الدخول، يبدأ المستخدم في التمرير ومشاهدة مقالات مختارة بشكل عشوائي من موسوعة Wikipedia، كل واحدة تظهر كمقتطف قصير مرفق بصورة توضيحية. لا توجد إعلانات، ولا إشعارات، ولا حتى حسابات مستخدمين. التجربة تركز بالكامل على تقديم المعرفة، دون تشتيت أو تدخل.
دعم متعدد اللغات ومفتوح المصدر
من اللافت أن منصة WikiTok تدعم 14 لغة عالمية، مما يجعلها منصة عالمية بحق. كما أن الكود المصدري متاح على GitHub، ما يتيح للمطورين إضافة مزايا جديدة أو إنشاء نسخهم الخاصة من التطبيق. هذا الانفتاح يضع الأساس لتحولها إلى مشروع جماعي قابل للتوسع والتخصيص في المستقبل.
بدون خوارزميات… لماذا هذا مهم؟
في وقت أصبحت فيه خوارزميات التوصية تتحكم بما نراه، قررت المنصة أن تكون مختلفة. فهي لا تُفصّل المحتوى حسب اهتمامات المستخدم، بل تعرض المعلومات بشكل عشوائي. وهذا يفتح الباب أمام المستخدم لاكتشاف مواضيع لم يكن ليفكر بها أساسًا، ويشجع على التعلم المفتوح غير الموجّه.
تأثير منصة WikiTok على مشهد المعرفة الرقمية
مع الانتشار الواسع للمحتوى القصير والبصري، أصبح من الضروري ابتكار طرق جديدة لجعل المعرفة جذابة وسهلة الوصول. وهنا تأتي المنصة لتثبت أنه يمكن دمج المعرفة العميقة مع تجربة تصفح خفيفة وسريعة. فبدلاً من قراءة مقالات طويلة بترتيب أكاديمي تقليدي، يحصل المستخدم على جرعة مركزة من المعلومات خلال ثوانٍ معدودة، مما يعزز من قابلية الوصول والتفاعل.
مستقبل التطبيقات المشابهة وتكامل الذكاء الاصطناعي
نجاح منصة WikiTok قد يكون البداية فقط، إذ يمكن أن نشهد قريبًا تطبيقات أخرى تعتمد نفس المبدأ لكن بمجالات أكثر تخصصًا. ومع إدماج الذكاء الاصطناعي، مثل الترجمة الفورية وتحليل سلوك المستخدم دون انتهاك الخصوصية، فإن فرص تطوير هذا النموذج تزداد بشكل كبير. ويمكن أن نرى تطبيقات مماثلة في مجالات مثل الصحة، التعليم، وحتى القانون.
الجانب التربوي: WikiTok أداة تعليمية غير تقليدية
على الرغم من أن منصة WikiTok لا تُسوَّق كأداة تعليمية بالمعنى الكلاسيكي، إلا أن طبيعتها التفاعلية والعشوائية تجعلها مثالية لتحفيز الفضول لدى الطلاب والباحثين. قد تكون أداة فعالة لتوسيع مدارك المستخدمين وتوسيع قاعدة معارفهم، خصوصًا أولئك الذين يشعرون بالملل من أنماط التعليم التقليدية. وهنا، يمكن للمعلمين استخدامها كمحفّز للبحث أو كنشاط جانبي يثري تجربة التعلم.
من الترفيه إلى المعرفة: تغير في سلوك المستخدمين
اعتاد المستخدمون أن تكون تجربة التمرير اللانهائي مقترنة بمحتوى ترفيهي سريع الزوال، لكن منصة WikiTok تغيّر هذا المفهوم. فهي توجّه هذا السلوك نحو استهلاك محتوى ذو قيمة معرفية، دون التضحية بسهولة الاستخدام أو التفاعل. هذا التغيير قد يكون له أثر عميق على كيفية تعامل الأجيال القادمة مع المعلومات.
هل تمثل WikiTok ثورة أم موضة مؤقتة؟
في الوقت الحالي، يبدو أن منصة WikiTok تُحدث ضجة إيجابية بين المهتمين بالتقنية والمحتوى. لكن يبقى السؤال: هل ستصمد الفكرة أمام تحديات الوقت والمنافسة؟ وهل ستتمكن من الحفاظ على تجربة مستخدم سلسة في حال زاد عدد المستخدمين والمقالات المدعومة؟ من المبكر الإجابة، لكن المؤشرات إيجابية بفضل بساطة الفكرة وقوة تنفيذها.
روابط وموارد رسمية لتجربة WikiTok
لمن يرغب في تجربة المنصة، يمكن زيارة الموقع الرسمي مباشرة عبر الرابط:
wikitok.vercel.app
كما يمكن الاطلاع على الكود المصدري عبر GitHub للمساهمة أو استكشاف طريقة عملها خلف الكواليس.
خلاصة: تجربة WikiTok تعيد تعريف كيف نتعلم
في ظل الزخم الرقمي السريع، تأتي منصة WikiTok كفكرة جريئة تعيد التوازن بين سرعة المحتوى وقيمته. فهي لا تعد بوقت ممتع فقط، بل بمحتوى يثري الفكر. وبتكرار تجربتها، من السهل على المستخدم أن يجد نفسه وقد غاص في موضوعات ما كان ليبحث عنها لولا هذه المنصة.
Views: 3