في خطوة جديدة تعكس توجه Google نحو دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، أعلنت الشركة عن إطلاق نسخة مخصصة من نموذج Gemini للطلاب تحت سن 19 عامًا، ضمن بيئة Google Workspace for Education. هذه الخطوة التي جرى الإعلان عنها رسميًا خلال يونيو 2025، تهدف إلى إتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية، وتحفيز الطلاب على استخدام Gemini في التعلم والبحث وحل الواجبات.
ما هو Gemini للطلاب؟
تقدم Google من خلال هذه المبادرة إصدارًا آمنًا ومراقبًا من مساعدها الذكي Gemini، مصممًا خصيصًا للفئة العمرية المدرسية. الميزة متاحة حاليًا لطلاب المدارس والمؤسسات التعليمية ممن تقل أعمارهم عن 19 عامًا، وتشمل دعمًا مباشرًا في تطبيقات Google مثل Docs وSlides وClassroom.
ويتيح Gemini للطلاب استخدام أوامر طبيعية لطرح الأسئلة أو طلب المساعدة في كتابة المقالات، تلخيص الدروس، تفسير المفاهيم العلمية، أو حتى إعداد عروض تقديمية. وتُعد هذه الخطوة نقلة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي في التعليم، إذ تمنح الطلاب إمكانية الوصول إلى مساعد ذكي يعمل لحظيًا ويدعم التعلم الذاتي.
أدوات تعليمية متقدمة في متناول الطلاب
من أبرز ميزات Gemini للمدارس استخدامه لتقنيات LearnLM، وهي نماذج لغوية تعليمية طورتها Google خصيصًا لدعم الفهم الأكاديمي. يمكن للطالب مثلًا أن يطلب من Gemini شرح درس في الفيزياء، أو تقديم مثال عملي على مسألة رياضية، ويحصل على شرح مبسّط مرفق بالروابط أو الرسوم حسب الحاجة.
كما يُستخدم Gemini في تحسين مهارات الكتابة، ومراجعة الأخطاء اللغوية، وإعادة صياغة النصوص التعليمية، مما يقدّم قيمة مضافة في عملية التعلم التفاعلي المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
أمان البيانات والخصوصية أولًا
حرصت Google على التأكيد بأن بيانات الطلاب لن تُستخدم في تدريب نماذج Gemini. وقد صرّحت بأن النسخة المخصصة من Gemini تمتثل لمعايير الخصوصية مثل COPPA وFERPA، وهي معايير حماية البيانات الخاصة بالأطفال والطلاب في الولايات المتحدة. كما أن التفعيل لا يتم تلقائيًا، بل يتطلب موافقة مدير النظام التعليمي (admin) في كل مدرسة.
إلى جانب ذلك، تحتوي الخدمة على أدوات رقابة أبوية عبر خدمة Family Link، مما يتيح للأهل مراقبة كيفية استخدام أطفالهم للذكاء الاصطناعي في الدراسة، وهو أمر مهم خصوصًا في الأعمار ما دون 13 عامًا.
تحديات إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم المدرسي
رغم الفوائد الظاهرة لدمج Gemini في التعليم، إلا أن الخطوة أثارت أيضًا موجة من الانتقادات والقلق من التبعات التربوية. يرى بعض المعلمين وخبراء التربية أن الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تراجع مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب، خاصةً عند الاعتياد على حلول فورية دون بذل جهد في التحليل أو البحث.
كما ظهرت مخاوف من أن يستخدم بعض الطلاب Gemini كوسيلة للغش أو تجاوز المهام الدراسية دون فهم حقيقي، خصوصًا مع قدرة الأداة على إنتاج نصوص أكاديمية بسرعة عالية وبصياغة احترافية.
وبينما تحاول Google التخفيف من هذه المخاوف عبر أدوات مثل “Double Check” التي تتحقق من مصادر المعلومات، يظل القلق مشروعًا حول مدى ضبط استخدام الذكاء الاصطناعي في بيئة تعليمية عمرية حرجة.
Gemini في الجامعات أيضًا
ولم تقتصر مبادرة Google على المدارس فحسب، بل وسّعتها لتشمل الطلاب الجامعيين أيضًا. حيث أعلنت عن تقديم اشتراك مجاني في باقة Google One AI Premium حتى يونيو 2026، وهي باقة تشمل الوصول الكامل إلى Gemini Advanced داخل Google Docs، Gmail، وغيرها.
تهدف هذه الخطوة إلى دعم الطلاب في مشاريع التخرج، الأبحاث، والكتابة الأكاديمية، كما تمنحهم أدوات تنظيم متقدمة مثل إدارة المهام الذكية، تلخيص الاجتماعات، وتحليل البيانات.
هل Gemini هو مستقبل التعليم؟
من الواضح أن Google تسير بخطى ثابتة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في النظام التعليمي العالمي. وتُظهر تجربة Gemini للطلاب أن هناك اهتمامًا متزايدًا بتوظيف AI لتسهيل التعلم، وتحسين الإنتاجية، وتوفير مساعد ذكي للطالب والمعلم على حد سواء.
لكن يبقى التحدي الأكبر هو في توجيه الاستخدام وعدم الاعتماد الكامل على التقنية، بل دمجها بطريقة تكمل مهارات الطالب وتُعزز من قدراته، لا أن تستبدلها. فالذكاء الاصطناعي في التعليم يجب أن يكون “أداة تعليم”، لا “أداة اختصار”.
خلاصة المقال:
تُمثل خطوة Google بإطلاق Gemini للطلاب تحت 19 عامًا مرحلة جديدة في استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم. وبين الحماس للفوائد والقلق من الآثار الجانبية، يظل الاستخدام المسؤول هو ما يحدد إن كانت هذه التكنولوجيا ستُحدث ثورة تعليمية حقيقية أم مجرد موجة مؤقتة.
مقالات مرتبطة بهذا الموضوع
Views: 0