في عالم التقنية المتسارع، تضع Google نفسها على خريطة المنافسة من جديد بمعالجها القادم Tensor G6، الذي من المتوقع أن يظهر لأول مرة مع سلسلة Pixel 11 في عام 2026. وبينما يشهد السوق صراعًا بين كبار المصنعين على دقة التصنيع، يبدو أن Google تراهن بقوة على عملية التصنيع المتقدمة بدقة 2 نانومتر من شركة TSMC التايوانية.
فما الذي يجعل معالج Tensor G6 يستحق هذه الضجة؟ وهل سيكون بالفعل حجر الأساس لنقلة نوعية في أداء هواتف جوجل؟ في هذا المقال التحليلي، نستعرض التفاصيل التقنية، والأهداف الاستراتيجية، والتوقعات المستقبلية حول هذا المعالج الواعد.
بداية جديدة: ما بعد الجيل الخامس
منذ اعتماد جوجل على معالجات Tensor، كانت تسعى إلى تحرير هواتفها من قيود المعالجات العامة وتخصيص تجارب الاستخدام بما يتماشى مع رؤيتها في الذكاء الاصطناعي والتصوير الحاسوبي. إلا أن تجارب المستخدمين أظهرت تحديات كثيرة تتعلق بالأداء الحراري وسرعة استهلاك البطارية.
لكن مع معالج Tensor G6، تخطط Google لإعادة تعريف معايير الكفاءة. فحسب المعلومات المسربة، تم التخلي تمامًا عن شراكة التصنيع مع Samsung، والاعتماد كليًا على TSMC، مما يعني جودة تصنيع أعلى، استقرارًا حراريًا أفضل، وتحكمًا أوسع في توزيع الموارد ضمن الشريحة.
تصنيع بدقة 2 نانومتر: الفارق الكبير
الانتقال إلى دقة تصنيع 2nm ليس مجرد تحسين رقمي، بل هو قفزة فعلية في الأداء. حيث تسمح هذه الدقة بزيادة عدد الترانزستورات ضمن نفس المساحة، مما يترجم إلى أداء أقوى واستهلاك طاقة أقل.
تشير التسريبات إلى أن معالج Tensor G6 سيكون أول معالج من Google يُنتج بهذه التقنية المتقدمة. ومن المتوقع أن يؤدي هذا إلى:
-
تقليل حرارة الجهاز بنسبة ملموسة مقارنة بالأجيال السابقة.
-
توفير طاقة أفضل ينعكس على عمر البطارية.
-
تمكين قدرات AI ومعالجة الصور بشكل أسرع وأكثر فعالية.
معمارية محسّنة وتصميم ذكي
تحت الاسم الرمزي “Malibu”، يُعاد تصميم بنية الشريحة بالكامل لتناسب توجهات Google. فقد تم تعديل تركيبة الأنوية بحيث يتضمن المعالج نواة أداء واحدة من نوع Cortex-X930، و6 أنوية A730 للأداء المتوسط، مما يلغي الحاجة إلى أنوية منخفضة الأداء.
هذا التكوين يساعد على توفير أداء سلس في المهام اليومية، إلى جانب استقرار أفضل في تشغيل التطبيقات الثقيلة مثل الألعاب أو تحرير الفيديو. كما أن إزالة بعض العناصر مثل ray tracing من معالج الرسوميات IMG CXT ساعد على تقليص الحجم العام للشريحة، مما يقلل من استهلاك الطاقة الحراري.
تحسينات التصوير والفيديو
أحد أبرز المزايا التي ستركّز عليها Google في معالج Tensor G6 هو دعم تقنيات تصوير متقدمة مثل:
-
تصوير ليلي بالفيديو دون الحاجة إلى خوادم سحابية.
-
تقريب رقمي يصل حتى 100×.
-
تحليل الصور ومعالجتها بالكامل داخل الجهاز.
كل ذلك يشير إلى أن جوجل لا تسعى فقط لمنافسة الأداء العام، بل لقيادة مشهد “التصوير الذكي” ودمج الذكاء الاصطناعي عميقًا داخل نظام التشغيل والمعالج نفسه.
مقارنة بين Tensor G6 وTensor G5
لتحليل مدى التقدم الذي أحرزته Google، يمكن تلخيص أبرز الفروقات التقنية بين المعالج ونسخته السابقة G5 في الجدول التالي:
| المعيار | Tensor G5 (Laguna) | Tensor G6 (Malibu) |
|---|---|---|
| دقة التصنيع | 3 نانومتر (N3E من TSMC) | 2 نانومتر (TSMC) |
| الأنوية الرئيسية | Cortex-X4 | Cortex-X930 |
| عدد الأنوية المتوسطة | 4× A720 | 6× A730 (2 محسنة) |
| وحدة الرسوميات (GPU) | IMG CXT (Ray tracing) | IMG CXT بدون RT |
| مساحة الشريحة | ~16.6 مم² | ~14.1 مم² |
| استهلاك الطاقة | جيد | محسن بنسبة 7% |
| الأداء الحراري | مستقر نسبيًا | أكثر استقرارًا |
| التصوير الليلي بالفيديو | جزئي | كامل على الجهاز |
هذا التطور فيه تعكس فلسفة Google في التركيز على الكفاءة والذكاء الصناعي بدلاً من مجرد الأرقام على ورق. المعالج الجديد لا يسعى لمنافسة Snapdragon أو Apple A18 في الأداء الخام، بل يريد تقديم تجربة سلسة وذكية ومخصصة لمستخدمي Pixel.
وحدة الرسوميات الجديدة: تحسينات مع تقليل التكاليف
رغم استخدام معالج الرسوميات ذاته (IMG CXT)، إلا أن Google قررت إزالة بعض الميزات مثل تتبع الأشعة (ray tracing) وتقنيات المحاكاة الافتراضية، بهدف تقليل مساحة وحدة GPU بنسبة تقارب 12%، وتخفيض الاستهلاك.
ورغم أن هذا قد يبدو تنازلًا، إلا أنه منطقي بالنظر إلى عدم تركيز Google على الألعاب الثقيلة في هواتفها، بل على استقرار الأداء، دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتصوير المتقدم.
الأداء الفعلي وسلوك المعالج تحت الضغط
تشير التحليلات التقنية الأولية إلى أن معالج Tensor G6 سيقدم:
-
استقرارًا في الأداء دون انخفاض كبير عند الضغط الطويل (thermal throttling).
-
تحسنًا في وقت استجابة التطبيقات وتعدد المهام.
-
أداءً أكثر هدوءًا واستهلاكًا أقل للبطارية أثناء تشغيل الكاميرا أو المهام الخلفية.
كما أن التعديلات في ذاكرة التخزين المؤقت (SLC) وحذف نواة DSP، تشير إلى محاولة Google موازنة الأداء مع تقليل استهلاك الموارد في السيناريوهات غير الثقيلة.
كيف سيؤثر Tensor G6 على مكانة Google؟
المراهنة على معالج Tensor G6 ليست فقط رهانًا تقنيًا، بل استراتيجية متكاملة. فإذا نجحت Google في تقديم أداء متوازن، مع عمر بطارية محسّن وتجربة تصوير ذكية متكاملة، فقد نشهد تحولًا فعليًا في مكانة هواتف Pixel على الصعيد العالمي.
هذا المعالج أيضًا يمثّل نهاية عصر التعاون مع Samsung في مجال المعالجات، ويؤسس لشراكة قوية مع TSMC، ما قد يفتح الطريق لتصنيع معالجات مستقلة في المستقبل بقدرات أعلى وتكامل أعمق مع Android.
خلاصة المقال
يأتي معالج Tensor G6 ليعلن بداية مرحلة جديدة من تطور معالجات Google، مبنية على أسس الكفاءة، الذكاء، والتصميم الاقتصادي الذكي. بدقة 2 نانومتر ومعمارية محسّنة ووحدة رسومية فعالة، يبدو أن Pixel 11 سيكون مختلفًا تمامًا عن سابقاته.
معالج Tensor G6 ليس فقط خطوة تقنية، بل هو رؤية استراتيجية طويلة المدى لتثبيت Google في سباق المعالجات الذكية، وتقديم تجربة Android مُحسّنة لا يمكن أن تقدمها سوى Google نفسها.
Views: 19

