back to top

Onion GPT: الوجه المظلم للذكاء الاصطناعي يظهر على الويب المظلم!

في الوقت الذي يتسابق فيه العالم نحو تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية، ظهرت نماذج جديدة تسلك طريقًا مختلفًا تمامًا. إنها أدوات لا تُبنى لأغراض تعليمية أو إنتاجية، بل تهدف لاختراق الحدود الأخلاقية والقانونية. من بين هذه النماذج الصاعدة، يبرز اسم “Onion GPT” الذي أثار جدلًا واسعًا في أوساط الأمن السيبراني خلال الأشهر الأخيرة.

ما هو Onion GPT؟

Onion GPT هو نموذج ذكاء اصطناعي تم إطلاقه في ديسمبر 2024 عبر شبكة Tor، وهي الشبكة المعروفة بأنها بوابة الدخول إلى ما يُعرف بالويب المظلم (Dark Web). وُصف هذا النموذج من قِبل مطوره – الذي يُعرف فقط بلقب “root” – بأنه مساعد غير مراقب، يقدّم محتوىً ومهامًا لا يمكن الوصول إليها عبر أدوات الذكاء الاصطناعي التقليدية مثل ChatGPT.

تم تطويره على نسخة معدّلة وغير خاضعة للرقابة من نموذج LLaMA، تحت اسم DarkIdol‑Llama‑3.1‑13.3B‑Instruct‑1.2. ويُشغّل على جهاز Mac Mini في خادم شخصي عبر Tor، ما يعزز من خصوصيته وصعوبة تتبعه.

لماذا هذا النموذج خطير؟

الخطورة الحقيقية في Onion GPT لا تكمن فقط في قدراته التقنية، بل في طبيعة المهام التي يمكن أن يساعد المستخدم في تنفيذها. على سبيل المثال:

  • يُمكّنك من إنشاء سيناريوهات تصيّد احتيالي (Phishing) متقدمة بناءً على معلومات نفسية حول الضحية.

  • يدمج مصادر OSINT من منصات مثل GitHub، تويتر، ولينكدإن في سيناريوهات مخصصة.

  • يزوّدك بأدوات تقنية دقيقة لجمع المعلومات (Recon) دون ترك أثر، بل ويشرح كيفية محو كل التتبعات الرقمية بعد العملية.

جمهور Onion GPT وقيوده

رغم أنه يتم الترويج له كأداة “غير مراقبة”، إلا أنه لا يمكن وصفه بأنه سهل الوصول أو الاستخدام. فهو يعمل عبر صفحة ويب داخل شبكة Tor، ويعطي المستخدم سؤالًا واحدًا فقط في كل مرة. كما أن المطور ذاته وضع قيودًا على المحتوى المرتبط بالأطفال، ما يعكس وجود درجة من التحكم الذاتي.

ورغم هذه القيود، فإن الواجهة البسيطة لهذا النموذج لم تمنعه من الوصول إلى أكثر من نصف مليون استفسار خلال الشهور الأولى من إطلاقه. هذا يعكس مدى اهتمام المستخدمين – سواء بدافع الفضول أو الأغراض المشبوهة – بتجربة الذكاء الاصطناعي في بيئة لا تعرف حدود الرقابة.

من يستخدم Onion GPT؟

البيانات تشير إلى أن المستخدمين ليسوا فقط من القراصنة التقليديين، بل تشمل باحثين في الأمن السيبراني، فضوليين تقنيًا، وربما أفرادًا من وكالات استخباراتية يتابعون النشاطات المشبوهة. لكن الاستخدام غير المسؤول لـ Onion GPT قد يؤدي إلى تداعيات قانونية خطيرة، خاصة إذا تم تنفيذ أو محاولة تنفيذ أي من التعليمات الضارة الناتجة عن المحادثات معه.

التأثيرات الأمنية والأخلاقية

ظهوره يمثل تحديًا كبيرًا ليس فقط للهيئات الأمنية، بل أيضًا لمجتمع مطوري الذكاء الاصطناعي حول العالم. فبينما تسعى شركات كبرى مثل OpenAI وGoogle وMeta لوضع ضوابط ومعايير استخدام مسؤولة للنماذج اللغوية، يأتي Onion GPT ليطرح نموذجًا متمردًا يُروّج لفكرة “الحرية الكاملة في الوصول للمعلومة”… حتى لو كانت خطرة.

هنا تكمن المعضلة الأخلاقية: هل المعرفة في حد ذاتها يجب أن تكون متاحة بدون قيود؟ أم أن أدوات الذكاء الاصطناعي يجب أن تُصمم لحماية المستخدم من نفسه ومن الآخرين؟ ما يفعله هو كسر هذا الحاجز تمامًا، حيث لا يقدم فقط الأكواد الجاهزة، بل يبني سيناريوهات هجومية كاملة ويشرح خطوات التنفيذ وكأنك في دورة اختراق متقدمة.

هل نحن أمام بداية حقبة جديدة من الذكاء الإجرامي؟

قد يبدو وصف “الذكاء الإجرامي” دراميًا، لكنه للأسف بات قريبًا من الواقع. Onion GPT يمثل نقطة انطلاق لأدوات شبيهة بدأت فعليًا في الظهور على الويب المظلم مثل WormGPT وFraudGPT، وكلها تركز على تقديم مساعدات فنية تسهّل تنفيذ الجرائم الإلكترونية، أو ما يُعرف اليوم باسم Crime-as-a-Service.

وتشير التوقعات إلى أن هذه النماذج ستستمر في النمو، مدعومة بأدوات متقدمة وواجهات أكثر سهولة. وقد تصبح يومًا ما متاحة عبر تطبيقات سطح المكتب أو حتى تطبيقات هاتفية يتم تداولها بشكل سري.

كيف نحمي أنفسنا؟ (توصيات تقنية)

على المهتمين بالأمن السيبراني – سواء أفراد أو مؤسسات – أن يتخذوا الخطوات التالية للوقاية:

  • مراقبة شبكة Tor باستمرار للكشف عن الأدوات الجديدة التي قد تُستخدم في الهجمات.

  • تحليل الأنماط التي تنتجها أدوات مثل Onion GPT، وتطوير تقنيات مضادة لها (مثل Honeypots مخصصة للذكاء الاصطناعي).

  • الوعي المجتمعي، خاصة بين الطلاب والمبرمجين الجدد، حول خطورة استخدام أدوات ذات طابع إجرامي أو مظلم حتى لو كانت بدافع التجربة.

  • سن قوانين وتشريعات تتعامل مع النماذج الذكية التي تُستخدم لتوليد محتوى خطر.

هل يجب القلق الآن من Onion GPT؟

الجواب: نعم، ولكن بحذر. ما يزال محدود الانتشار، ويصعب الوصول إليه، لكنه يُعتبر إنذارًا مبكرًا لما هو قادم. وقد يكون هذا النموذج هو الشرارة التي تفتح بابًا واسعًا نحو نماذج ذكاء اصطناعي خارجة عن السيطرة، إن لم يُوضع لها إطار قانوني وتقني صارم.

Views: 962

اخر المستجدات

مقالات ذات صلة

ألمانيا تطالب بحذف تطبيق DeepSeek من متاجر Apple وGoogle بسبب انتهاك الخصوصية

طالبت مفوضة حماية البيانات وحرية المعلومات في برلين، مايكي كامب، شركتي Apple وGoogle بإزالة تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني DeepSeek من متاجرهما داخل ألمانيا، على...

منصة الذكاء الاصطناعي Expertex التي تغنيك عن استخدام عدة أدوات اخرى

في عالم يشهد تطورًا هائلًا في أدوات الذكاء الاصطناعي، باتت الحاجة إلى منصة موحدة تغني المستخدم عن التنقل بين عشرات الخدمات ضرورة ملحة. هنا...

Kruti: مساعد ذكاء اصطناعي هندي ينفّذ المهام اليومية بكفاءة مذهلة – تعرف عليه قبل أن ينتشر

في ظل التنافس العالمي المحموم في مجال الذكاء الاصطناعي، برزت الهند مؤخرًا كلاعب جديد وقوي عبر إطلاق أداة تحمل اسم Kruti. هذه الأداة ليست...

نموذج SmolVLA يفتح الباب أمام الذكاء الاصطناعي الشخصي بتكلفة منخفضة

حتى وقتٍ قريب، كانت الروبوتات الذكية حلمًا مكلفًا لا يتحقق إلا داخل مختبرات الجامعات الكبرى أو مصانع الشركات العملاقة. السبب؟ البنية التحتية التي تحتاجها...
WordPress Cookie Plugin by Real Cookie Banner