مع إعلان Phoenix Labs عن إغلاق خوادم لعبة Dauntless رسميًا في 29 مايو 2025، طغى الحزن على مجتمع اللاعبين الذين عاشوا معها سنوات من التحدي والمغامرة. في هذا المقال، نغوص في تفاصيل هذا القرار المفاجئ، ونحلل الأسباب التي دفعت المطورين إلى إنهاء واحدة من أشهر ألعاب صيد الوحوش المجانية في العقد الأخير.
بداية قوية لـ لعبة Dauntless
منذ إطلاقها الرسمي في 2019، استطاعت لعبة Dauntless أن تستقطب ملايين اللاعبين حول العالم بفضل أسلوبها القتالي السريع وتوجهها نحو اللعب التعاوني المجاني. شكلت اللعبة بديلاً شعبيًا لمن لا يستطيع اقتناء Monster Hunter، ووفرت تجربة غنية بأسلحة متنوعة، وحوش ضخمة، وتخصيصات واسعة.
اعتمدت لعبة Dauntless على نموذج “اللعب المجاني”، مع متجر يتيح شراء التخصيصات والمحتوى الإضافي باستخدام العملة الافتراضية “Platinum”، دون التأثير بشكل مباشر على التوازن بين اللاعبين.
تحديث Awakening: بداية النهاية
رغم النجاحات السابقة، شكّل تحديث Awakening نقطة تحول قاتلة في مسيرة لعبة Dauntless. فقد غيّر هذا التحديث جوهر اللعبة بالكامل من خلال إزالة نظام صناعة الأسلحة الكلاسيكي واستبداله بنظام جديد يعتمد على العملة الداخلية، والتي كان من الصعب كسبها إلا عبر اللعب الطويل أو الشراء.
هذه الخطوة، التي تسببت في ضياع العديد من العناصر التي أمضاها اللاعبون شهورًا في جمعها، وُصفت بأنها “ضربة قاضية” لمجتمع لعبة Dauntless، وأدت إلى انخفاض حاد في عدد اللاعبين النشطين.
استحواذ Forte وتأثير البلوكشين
في عام 2023، تم الاستحواذ على Phoenix Labs من قبل شركة Forte المتخصصة في البلوكشين. في البداية، لم يُعلن عن هذا الاستحواذ بشكل واضح، لكن تبِعته تغييرات جذرية داخل الفريق، منها تسريح موظفين بارزين وتحول واضح نحو دمج مفاهيم Web3 داخل اللعبة.
رغم أن فكرة إدخال تكنولوجيا البلوكشين قد تكون جذابة في نظر البعض، إلا أن مجتمع لعبة Dauntless لم يتقبل هذا الاتجاه، واعتبره خروجًا عن جوهر اللعبة الأصلي.
الجدول الزمني للإغلاق
بحسب البيان الرسمي، بدأت الخطوات الفعلية لإغلاق لعبة Dauntless في مارس 2025، عندما تم تعطيل شراء العملة الافتراضية “Platinum”. وتم تحديد 29 مايو 2025 ليكون اليوم الأخير لتشغيل الخوادم، حيث سيتم إيقاف اللعبة بشكل نهائي ولن يكون بالإمكان الوصول إلى أي من المحتويات أو التقدمات السابقة.
ردود الفعل الغاضبة من اللاعبين
ردود الفعل على منصات مثل Reddit وDiscord لم تكن رحيمة. وصف اللاعبون تحديث Awakening بـ”الكارثة”، واتهموا الإدارة بالتسبب في موت اللعبة عمدًا. عشرات المنشورات عبّرت عن الحزن لفقدان لعبة مثل لعبة Dauntless، والتي كانت تمثل للبعض مجتمعًا وملاذًا رقميًا.
ماذا بعد إغلاق لعبة Dauntless؟
بالنسبة لعشاق لعبة Dauntless، فإن البدائل قليلة نسبيًا، ولكن لا تزال هناك بعض الخيارات مثل:
Monster Hunter Rise / World: الخيار الأقرب من حيث أسلوب اللعب والعمق.
Wild Hearts من EA: لعبة حديثة تقدم تجربة صيد وحوش برسوم رائعة وتعاون جماعي.
God Eater 3: بأسلوب أنمي ونظام قتالي سريع.
رغم كل هذه البدائل، لا شيء يعوّض تجربة لعبة Dauntless المجانية والتعاونية بنفس النكهة، مما يجعل رحيلها أكثر ألمًا لعشاقها.
خسارة لصناعة الألعاب المجانية
تمثل نهاية لعبة Dauntless درسًا مهمًا لصناعة الألعاب المجانية (Free-to-Play)، حيث تُظهر كيف يمكن لتغييرات غير مدروسة في أنظمة التقدم أو الاقتصاد داخل اللعبة أن تُفقد الثقة وتؤدي لانهيار مجتمع اللاعبين، مهما كانت شعبية اللعبة في بدايتها.
خلاصة المقال
إغلاق لعبة Dauntless ليس فقط نهاية عنوانٍ محبب، بل هو تذكير بأن أي لعبة – مهما بلغت من النجاح – يمكن أن تنهار إذا لم تُحسن إدارة تطورها وتستمع لجمهورها. تبقى لعبة Dauntless في ذاكرة اللاعبين كلعبة كان لها طابعها الفريد، ومجتمعها الخاص، وقصتها التي انتهت بشكل محزن.
Views: 0