(بلومبرغ) – أثار استثمار شركة مايكروسوفت بقيمة 13 مليار دولار في شركة OpenAI مخاوف من أن عملاق التكنولوجيا قد يعزز هيمنته في مجال الحوسبة السحابية ويمتد نفوذه إلى سوق الذكاء الاصطناعي الناشئة، وفقًا لتقرير أصدرته لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) يوم الجمعة.
وقالت اللجنة إن صفقة مايكروسوفت مع OpenAI، إلى جانب شراكات شركات أخرى مثل أمازون وجوجل مع شركة الذكاء الاصطناعي Anthropic، تثير خطر استحواذ عمالقة التكنولوجيا بالكامل على شركات الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
مخاوف متزايدة بشأن سيطرة عمالقة التكنولوجيا
منذ أن أطلقت ChatGPT موجة من الاهتمام الكبير بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي قبل أكثر من عامين، لجأت شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة إلى الشركات الكبرى للحصول على الدعم اللازم لتطوير التكنولوجيا الباهظة التكلفة. لكن لجنة التجارة الفيدرالية أشارت في تقريرها إلى مخاوف من أن عمالقة الحوسبة السحابية يشترطون على الشركات الناشئة استخدام منتجاتهم وخدماتهم كجزء من صفقات الاستثمار.
كما حذرت اللجنة من خطر احتكار هذه الشركات للمواهب النادرة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى بيانات حساسة تتعلق بتطوير الشرائح، تدريب النماذج، وبناء مراكز البيانات.
صرحت رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية لينا خان في بيان:
“يسلط التقرير الضوء على كيفية تسبب شراكات عمالقة التكنولوجيا في خلق حالة من الاحتكار، مما يحرم الشركات الناشئة من الوصول إلى موارد الذكاء الاصطناعي الأساسية، ويكشف معلومات حساسة قد تؤثر على المنافسة العادلة”.
تفاصيل مثيرة للقلق حول الشراكات
أشار التقرير إلى أن إحدى الشركات الكبرى – دون ذكر اسمها – حصلت على معلومات مالية سرية من إحدى شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، تضمنت تقارير أسبوعية حول الإيرادات وتحديثات عن العملاء.
كما كشف التقرير أن إحدى الاتفاقيات تضمنت منح شركة تقنية كبرى حق الوصول إلى مخرجات نموذج ذكاء اصطناعي لشركة ناشئة – مثل النصوص أو البيانات التي يولدها روبوت المحادثة – واستخدام هذه البيانات، التي تعرف بـ”البيانات الاصطناعية”، لتدريب نموذجها الخاص.
رفضت جوجل وأمازون وشركة Anthropic التعليق على التقرير، بينما لم ترد OpenAI على طلبات التعليق.
من جهة أخرى، قالت ريما العيلي، المستشارة القانونية لمايكروسوفت:
“لقد ساهمت شراكة مايكروسوفت مع OpenAI في نجاح واحدة من أكثر شركات الذكاء الاصطناعي ابتكارًا في العالم، مما أدى إلى موجة استثمار وابتكار غير مسبوقة في الصناعة، وخلق آلاف الشركات الناشئة الجديدة في الولايات المتحدة وحول العالم”.
دور لجنة التجارة الفيدرالية في دراسة السوق
تتمتع لجنة التجارة الفيدرالية بسلطة فتح دراسات سوقية لفهم اتجاهات الصناعة. يمكن استخدام النتائج لتوجيه الإجراءات المستقبلية، ولكن لا يزال من غير الواضح كيف ستتعامل الإدارة الحالية مع التقرير.
بدأت اللجنة تحقيقاتها العام الماضي حول استثمارات عمالقة الحوسبة السحابية في شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، بما في ذلك استثمارات كبيرة في OpenAI وشركة Anthropic التي أسسها موظفون سابقون في OpenAI.
بموجب سلطة المادة 6(b)، يمكن للجنة إصدار مذكرات استدعاء للحصول على معلومات من الشركات وإعداد تقرير شامل، وهو ما قد يستغرق سنوات.
التأثير على السوق والمواهب
تثير الشراكات بين عمالقة التكنولوجيا وشركات الذكاء الاصطناعي مخاوف تتعلق بـ:
- الاحتكار: يمكن أن تستحوذ شركات التقنية الكبرى على حقوق حصرية في أدوات شركات الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من صعوبة عمل الشركات الناشئة مع منافسين آخرين.
- احتكار المواهب: أشار التقرير إلى أن المهارات اللازمة لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي توليدية كبيرة نادرة، وقد تصبح محصورة في أيدي الشركات الكبرى.
“الإنفاق الدائري” وأثره
كشف التقرير أن جزءًا كبيرًا من استثمارات الشركات الكبرى يعود بالنفع على نفسها. على سبيل المثال، قدمت مايكروسوفت استثمارات كبيرة لشركة OpenAI في صورة أرصدة لاستخدام خوادمها السحابية على منصة Azure، وهو ما وصفه التقرير بـ”الإنفاق الدائري”. يُعتقد أن هذه الممارسات تحمي شركات مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل من الخسائر المحتملة.
التحقيقات مستمرة
منذ عام 2023، تحقق لجنة التجارة الفيدرالية في ما إذا كانت OpenAI قد انتهكت قوانين حماية المستهلك من خلال روبوت المحادثة الشهير ChatGPT. وفي نوفمبر، فتحت اللجنة تحقيقًا واسعًا بشأن الممارسات الاحتكارية لشركة مايكروسوفت، شملت استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
Views: 0
