في عالم الألعاب الذي يشهد كل يوم عشرات الإصدارات الجديدة، قليل من الألعاب تنجح في لفت الأنظار وتحقيق رقم مليون لاعب خلال أول 24 ساعة فقط. ومع ذلك، تمكنت لعبة Rematch من تحقيق هذا الإنجاز المثير، لتدخل سريعًا دائرة الضوء وتثير اهتمام اللاعبين والنقاد على حد سواء. فما هي هذه اللعبة؟ ولماذا كل هذا الإقبال؟ وهل النجاح مضمون أم مجرد ضربة حظ عابرة؟
بداية قوية وتفاعل ضخم
تم إطلاق لعبة Rematch رسميًا في 19/6/2025 على الحاسب الشخصي عبر Steam، إضافة إلى منصات الجيل الجديد مثل PlayStation 5 وXbox Series X|S، ووفرتها الشركة منذ اليوم الأول على خدمة Xbox Game Pass، مما ساهم في تعزيز انتشارها بين اللاعبين.
بحسب بيانات المطور Sloclap – نفس الفريق الذي قدّم لنا لعبة Sifu – فقد تجاوز عدد اللاعبين الفريدين حاجز المليون لاعب خلال أول 24 ساعة فقط، مع ذروة بلغت أكثر من 93,000 لاعب متزامن على Steam وحدها. ويعود جزء كبير من هذا النجاح إلى استراتيجية الإطلاق الذكية، التي شملت جميع المنصات الأساسية وتضمنت إتاحة اللعبة مجانًا عبر Game Pass، مما خفّض حاجز الدخول وفتح الباب لتجربة اللعبة بسهولة.
فكرة اللعبة: منافسة جماعية بتجربة فريدة
ما يجعل لعبة Rematch مختلفة عن غيرها من ألعاب القتال أو الرياضة هو مزجها لعناصر لعب الفرق الجماعية بخفة ألعاب الفنون القتالية. تدور فكرة اللعبة حول مباريات جماعية سريعة بنظام 5 ضد 5، حيث يتحكم اللاعبون بشخصيات متنوعة (بعضها مستوحى من نجوم رياضيين مثل رونالدينيو!)، ويخوضون مواجهات تعتمد على المهارة، التوقيت، والتعاون.
اللعبة توصف بأنها “مزيج بين كرة القدم القتالية والباركور”، وهو وصف دقيق لما يقدمه العنوان فعليًا من حيث السرعة والتكتيك. الكاميرا الديناميكية، والحركات السريعة، وتنوع أساليب اللعب، جميعها تشكل تجربة مختلفة عن الألعاب التنافسية المعتادة.
ومع ذلك، لم يخلُ الإطلاق من بعض التحديات، وهو ما سنتناوله في الدفعة الثانية، إلى جانب تقييم مستقبل اللعبة وإمكانية تحوّلها إلى ظاهرة مستدامة.
مشاكل البداية: لا دعم للعب المشترك!
من أبرز الملاحظات التي واجهت لعبة Rematch عند الإطلاق هي غياب ميزة اللعب المشترك (Crossplay)، وهي ميزة باتت ضرورية في أغلب الألعاب الجماعية الحديثة. فقد اشتكى اللاعبون من أنهم غير قادرين على اللعب مع أصدقائهم على منصات مختلفة، مما قلّص من فرص التعاون والمشاركة الواسعة.
الشركة المطورة Sloclap سارعت إلى الاعتراف بهذه النقطة، وشاركت بيانًا رسميًا توضح فيه أن ميزة اللعب المشترك قيد التطوير، لكنها لن تكون جاهزة في الأيام الأولى. وقد وعدت بتحديث ضخم خلال الأسابيع المقبلة يشمل هذه الميزة إلى جانب تحسينات كبيرة على الأداء ونظام الشبكة.
هذه الاستجابة السريعة تعكس وعي الفريق المطوّر بأهمية التفاعل مع المجتمع، وهي نقطة تُحسب لهم، خصوصًا في ظل تسابق اللاعبين إلى تقييم اللعبة عبر منصات مثل Steam وReddit وDiscord.
ما الذي يميز Rematch عن منافسيها؟
بعيدًا عن المشاكل التقنية، فإن لعبة Rematch تنجح في تقديم تجربة مختلفة عن ألعاب الرياضة أو القتال التقليدية. فهي ليست مجرد لعبة تنافسية تعتمد على الفوز بالمباريات، بل تقدم تجربة غنية من حيث المهارات، أساليب اللعب، والشخصيات القابلة للتخصيص.
التصميم البصري للعبة مميز، يجمع بين الواقعية والخيال، بينما تتيح ميكانيكيات اللعب إمكانيات واسعة للاحتراف والابتكار. اللاعبون الذين جرّبوا اللعبة تحدثوا عن “متعة الحركة السلسة”، و”شعور الإنجاز عند تنفيذ الحركات المعقدة”، وهو ما يعكس عمق التجربة التي تقدمها اللعبة مقارنة بألعاب شبيهة مثل Knockout City أو Roller Champions.
حتى من الناحية التسويقية، اعتمدت الشركة على شخصيات معروفة مثل اللاعب الأسطوري رونالدينيو، مما جذب جمهورًا غير تقليدي من عشاق كرة القدم والرياضات القتالية، ووسّع قاعدة المستخدمين بشكل لافت منذ اليوم الأول.
كيف يبدو مستقبل لعبة Rematch؟
في ظل كل هذا الزخم، فإن السؤال الأهم الآن هو: هل يمكن أن تتحول لعبة Rematch إلى ظاهرة دائمة، أم أن هذا النجاح مجرد فقاعة لحظية؟
الجواب يعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية:
سرعة تحديثات المحتوى: الألعاب الجماعية تعتمد بشكل كبير على الاستمرارية والتجديد. على المطورين تقديم خرائط جديدة، أوضاع لعب مختلفة، وتحديات أسبوعية لجذب اللاعبين بشكل مستمر.
إصلاح المشكلات التقنية: إصلاح المشاكل الحالية مثل غياب اللعب المشترك، وتحسين أداء الخوادم، سيكون عاملًا حاسمًا في بقاء المستخدمين وعدم تسربهم نحو ألعاب أخرى.
الاستثمار في المجتمع: دعم البطولات، توفير أدوات للمبدعين (مثل التصوير داخل اللعبة، أو أدوات البث)، والإنصات لآراء اللاعبين، كلها أمور تجعل من اللعبة بيئة جاذبة وداعمة لمجتمعها.
حتى الآن، تبدو إشارات النجاح واضحة. فالوصول إلى مليون لاعب في 24 ساعة ليس بالأمر الهيّن، خصوصًا أن اللعبة لا تنتمي إلى سلسلة شهيرة أو مطور ضخم. هذا يدل على جودة الفكرة واهتمام اللاعبين بتجربة جديدة منعشة ومليئة بالإثارة.
خلاصة وتحليل
باختصار، لعبة Rematch أثبتت نفسها كلعبة جماعية ممتعة تستحق التجربة، لكنها أمام مفترق طرق حاسم. إذا استمرت في التفاعل مع المجتمع، وأطلقت التحديثات بانتظام، فقد تصبح واحدة من أنجح ألعاب 2025 في فئة الألعاب التنافسية. أما إذا تأخرت في الاستجابة أو فشلت في الحفاظ على الزخم، فقد تواجه مصيرًا مشابهًا لعناوين واعدة اختفت فجأة.
Views: 0