إذا كنت من عشّاق ألعاب الصيد الجماعي وعوالم الفانتازيا الملحمية، فاستعد لتجربة لا تُنسى. لعبة Monster Hunter Wilds ليست مجرد عنوان جديد من كابكوم، بل نقلة نوعية في تاريخ السلسلة، تأخذنا إلى آفاق جديدة من التحدي والإبهار البصري والقصصي.
القصة: وحوش، أساطير، وماضٍ منسي
تأخذنا لعبة Monster Hunter Wilds إلى ما يُعرف بـ “الأراضي المحرمة”، منطقة لم تطأها قدم منذ أكثر من ألفي عام. تبدأ القصة حين يعثر المستكشف “فابيوس” على فتى غامض يُدعى “ناتا”، يدّعي أنه من شعب يُطلق عليهم اسم “الحُماة”. وبسرعة، يكتشف الصيادون أن هناك ما هو أعظم من مجرد أسطورة؛ وحش أسطوري يُعرف بـ”الشبح الأبيض” يهدد التوازن البيئي للعالم.
ومع تصاعد الأحداث، تتداخل مصائر شخصيات اللعبة مع أسرار حضارة قديمة تُعرف بـ”وايفيريا”، التي كانت وراء ابتكار هذا الوحش المدمر. تظهر أيضًا تهديدات جانبية مثل الوحش “غور ماجالا”، الذي ينشر عدوى قاتلة تُعرف بـ”الجنون”، ما يجعل من المهمة ليست مجرد صيد بل صراع من أجل البقاء.
أسلوب اللعب: ما هو جديد في تجربة الصيد؟
بعيدًا عن التكرار، تقدم لعبة Monster Hunter Wilds نظام لعب متجدد كليًا يعتمد على التعاون، الديناميكية، وتفاصيل دقيقة في القتال. لأول مرة، يمكن للاعب تبديل الأسلحة أثناء القتال باستخدام المخلوق المركوب “سيكريت”، ما يفتح آفاقًا تكتيكية جديدة في المعارك.
تم أيضًا إدخال نظام “الجروح”، الذي يسمح بإحداث شقوق في أجساد الوحوش، مما يتيح توجيه ضربات مركزة تؤدي إلى مضاعفة الضرر. كما أن البيئة أصبحت أكثر تفاعلًا، حيث تؤثر التغيرات المناخية ووقت اليوم على سلوك الوحوش، ما يجعل كل مواجهة تجربة مختلفة تمامًا.
البيئات والوحوش: عمق بصري وتنوع مذهل
تضم اللعبة عدة بيئات مذهلة مثل الغابات المطرية والصحارى والحقول البركانية، وكل منها يحتوي على وحوش بتصميم فريد وسلوكيات معقدة. من الوحش “تشاتاكابرا” الذي يستخدم لسانه للهجوم، إلى “كيماتريس” الذي يطلق نيرانًا مدمرة، يضمن التنوع خلق تجارب لا تتكرر.
اللعب الجماعي في Monster Hunter Wilds: متعة لا تكتمل إلا مع الفريق
من أبرز ما يميز لعبة Monster Hunter Wilds هو تركيزها العميق على اللعب التعاوني. اللعبة تتيح لك الانضمام إلى فريق مكون من أربعة صيادين، مع نظام تنسيق متقدم عبر إشارات SOS، مما يسمح للاعبين بطلب المساعدة من لاعبين حول العالم أثناء مواجهة الوحوش الأسطورية.
وليس التعاون هنا مجرد خيار، بل ضرورة حيوية، خاصة عند مواجهة وحوش مثل “زوه شيا” أو “الشبح الأبيض”، التي تتطلب استراتيجيات جماعية دقيقة من حيث التمركز، توزيع الأدوار، وتحديد نقاط الضعف. كل سلاح في لعبة Monster Hunter Wilds يحمل طابعًا خاصًا، ومع التنوع في أساليب القتال، يصبح لكل لاعب دور تكتيكي يصعب الاستغناء عنه.
محرك RE Engine وتقنيات الجيل الجديد
تم بناء لعبة Monster Hunter Wilds على محرك RE Engine، المعروف من ألعاب مثل Resident Evil وDevil May Cry، ما أتاح تقديم رسوميات واقعية وتفاصيل بيئية مبهرة. الانتقال بين المناطق داخل العالم المفتوح يتم بسلاسة مطلقة دون شاشات تحميل، مما يجعل من الاستكشاف تجربة غامرة بحق.
الأصوات كذلك تلعب دورًا مهمًا، إذ تُوظف بشكل ذكي لتحديد موقع الوحوش أو التنبؤ بحركاتها. التغيرات في الطقس والمناخ تعني أن اللاعب قد يبدأ مهمة في أجواء مشمسة وينتهي بها وسط عاصفة ترابية أو أمطار، تؤثر بشكل مباشر على الرؤية وسلوك الوحوش.
نجاحات وتحليلات: أرقام تتحدث عن نفسها
منذ اللحظة الأولى لإطلاقها، حققت لعبة Monster Hunter Wilds نجاحًا ساحقًا، حيث باعت أكثر من 8 ملايين نسخة في أول 3 أيام فقط، ما يجعلها أسرع ألعاب Capcom مبيعًا حتى الآن. وقد أشاد النقاد باللعبة من حيث العمق القصصي، التطوير البصري، وتجربة اللعب التعاونية.
وبالرغم من بعض المشاكل التقنية الطفيفة على نسخة الحاسوب، إلا أن الاستقبال العام كان إيجابيًا جدًا، مع وعود من كابكوم بتحديثات منتظمة تشمل وحوشًا جديدة ومهام تعاونية موسمية.
هل تستحق لعبة Monster Hunter Wilds التجربة؟
إذا كنت تبحث عن لعبة تجمع بين العمق القصصي، اللعب الجماعي الديناميكي، وتفاصيل تقنية رفيعة المستوى، فإن لعبة Monster Hunter Wilds تمثل الخيار المثالي. إنها أكثر من مجرد صيد وحوش، إنها تجربة ملحمية متكاملة تتطلب شجاعة، ذكاء، وروح تعاون حقيقية.
Views: 1