MotionGlot: نموذج ذكاء اصطناعي يترجم الأوامر النصية إلى حركات روبوتية بطريقة تشبه ChatGPT
أحدث باحثو جامعة براون الأمريكية طفرة جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي عبر تطوير نموذج يُدعى MotionGlot، وهو نظام مبتكر يُمكنه توليد الحركة في الروبوتات والكائنات المتحركة استنادًا إلى أوامر لغوية مكتوبة، تمامًا كما تفعل نماذج اللغة الكبيرة مثل ChatGPT في توليد النصوص.
تم الكشف عن هذا الإنجاز عبر ورقة بحثية نُشرت على خادم arXiv، ومن المقرر عرضه رسميًا في المؤتمر الدولي للروبوتات والأتمتة 2025 الذي يُعقد هذا الشهر في أتلانتا.
نموذج MotionGlot – عندما تتحول اللغة إلى حركة
تعتمد فكرة MotionGlot على اعتبار الحركة شكلًا من أشكال اللغة. فعلى سبيل المثال، يمكن للمستخدم كتابة أمر مثل: “المشي للأمام بضع خطوات، ثم الانعطاف يمينًا”، ليقوم النموذج بتحليل هذه العبارة وتحويلها إلى حركات فعلية تُنفذ من قبل روبوت أو شخصية افتراضية ثلاثية الأبعاد.
يقول سودارشان هاريثاس، طالب الدكتوراه في علوم الحاسوب بجامعة براون وقائد المشروع:
“نحن نتعامل مع الحركة كما نتعامل مع اللغة – تمامًا كما يمكن ترجمة النص من الإنجليزية إلى الصينية، يمكننا الآن ترجمة اللغة إلى حركة.”
كيف يعمل نموذج MotionGlot؟
يعتمد MotionGlot على نفس المبدأ الذي تستخدمه النماذج اللغوية مثل ChatGPT، وهو التنبؤ بالرمز التالي. ولكن بدلًا من التنبؤ بالكلمات أو الحروف، يُترجم النموذج الحركة إلى سلسلة من الرموز الحركية، تمثل أوضاع أجزاء الجسم المختلفة في كل لحظة، مثل تموضع الأرجل أو الذراعين.
بمجرد تمثيل هذه الحركات كرموز، يقوم النموذج بتوليد تسلسل حركي سلس من خلال التنبؤ بالرموز التالية بشكل ديناميكي، وهو ما ينتج عنه حركة طبيعية وواقعية تتوافق مع جسم الروبوت أو الشكل المتحرك.
ترجمة الحركة بين الكائنات – من الإنسان إلى الكلب!
واحدة من أقوى مزايا نموذج MotionGlot هي قدرته على تعميم الحركات عبر أجسام متعددة. فعلى الرغم من أن حركة الإنسان والكلب أثناء “المشي” تختلف جذريًا من حيث الشكل والبنية، إلا أن النموذج قادر على ترجمة الفعل “المشي” إلى حركات متوافقة مع كل شكل.
وهذا يعني أن نفس الأمر اللغوي يمكن تطبيقه على روبوتات بأربعة أرجل، روبوتات بشرية، أو حتى شخصيات كرتونية ثلاثية الأبعاد، دون الحاجة إلى إعادة برمجة لكل تجسيد على حدة.
تطبيقات MotionGlot – مستقبل جديد للروبوتات والواقع الافتراضي
يُتيح نموذج MotionGlot إمكانيات واسعة في عدة مجالات، منها:
برمجة الروبوتات عبر الأوامر النصية البسيطة.
تحريك الشخصيات الافتراضية في ألعاب الفيديو أو في تجارب الواقع المعزز والافتراضي.
تصميم مشاهد تدريبية أو تعليمية تفاعلية دون الحاجة لمعرفة برمجية معقدة.
الترجمة الحركية بين أنواع مختلفة من الأجسام والروبوتات.
من شارك في تطوير MotionGlot؟
تم تطوير النموذج بواسطة سودارشان هاريثاس بالتعاون مع مشرفه البروفيسور سريناث سريدهار، أستاذ علوم الحاسوب بجامعة براون. ويُعتبر هذا النموذج جزءًا من توجه عالمي لاستغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في تبسيط البرمجة والتفاعل مع الأنظمة الذكية.
الخلاصة
يُعد MotionGlot خطوة رائدة نحو دمج اللغة الطبيعية مع الحركة الذكية، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاعل بين الإنسان والآلة. النموذج لا يُقدم فقط وسيلة لتوليد الحركات، بل يمثل جسرًا بين الأوامر اللغوية والواقع الفيزيائي، مما يُمهّد لظهور روبوتات قادرة على فهم الإنسان بلغة طبيعية وتنفيذ تعليماته بسلاسة.
Views: 1