back to top

الاتصال بقمر صناعي باستخدام جهاز آيفون نقلة نوعية في عالم الاتصالات

ما هي ميزة الاتصال بقمر صناعي ؟

أعلنت شركة آبل عن دعم الاتصال بقمر صناعي من خلال شبكة أقمار (ستارلينك) في هواتف آيفون، وذلك ضمن تعاون مع شركتي سبيس إكس وT-Mobile. هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في عالم الاتصالات، حيث ستسمح لمستخدمي آيفون بإرسال واستقبال الرسائل النصية حتى في الأماكن النائية التي لا توجد فيها تغطية للشبكات الخلوية التقليدية. تعتمد هذه الميزة على استخدام أقمار صناعية منخفضة المدار (LEO) لتوفير اتصال مباشر بين الهاتف الذكي والأقمار الصناعية دون الحاجة إلى أبراج الاتصال الأرضية. على عكس الأبراج التقليدية التي تحتاج إلى وجود بنية تحتية مكثفة، فإن هذه التقنية تتيح للمستخدمين البقاء متصلين في أي مكان تقريبًا على سطح الأرض.

آبل سبق وقدمت خدمة الطوارئ عبر الأقمار الصناعية في هواتف iPhone 14، حيث استخدمت شبكة Globalstar لتمكين المستخدمين من إرسال رسائل استغاثة في الحالات الطارئة. لكن التعاون الجديد مع ستارلينك يوفر ميزات أكثر تطورًا، ويهدف إلى دعم الاتصال المستمر وليس فقط في حالات الطوارئ.

كيف تعمل هذه التقنية في آيفون؟

الميزة الاتصال بقمر صناعي الجديدة تعتمد على أقمار ستارلينك المخصصة للاتصال المباشر مع الأجهزة المحمولة، والتي تم تصميمها لاستقبال الإشارات مباشرة من الهواتف الذكية دون الحاجة إلى هوائيات ضخمة أو أجهزة إضافية. وعند تفعيل هذه الخدمة، سيتمكن مستخدمو آيفون من إرسال الرسائل النصية والصور متوسطة الجودة، مع خطط مستقبلية لدعم المكالمات الصوتية ونقل البيانات بشكل كامل.

ما يجعل تقنية الاتصال بقمر صناعي مميزة في هواتف آيفون هو أنها لا تحتاج إلى توجيه الجهاز نحو السماء، كما كان الحال مع خدمة Globalstar. بمجرد وجود المستخدم في منطقة لا تتوفر فيها تغطية خلوية، سيتحول الهاتف تلقائيًا إلى شبكة الأقمار الصناعية لستارلينك ويبدأ في إرسال البيانات.

ما الفرق بين الاتصال عبر الأقمار الصناعية والشبكات التقليدية؟

  1. التغطية العالمية: بينما تعتمد الشبكات الخلوية التقليدية على أبراج الإرسال المنتشرة في المدن والطرق السريعة، فإن الاتصال عبر الأقمار الصناعية يمكن أن يصل إلى أي مكان على الكوكب، حتى في الصحاري أو أعالي الجبال أو المحيطات.
  2. عدم الحاجة إلى بنية تحتية ضخمة: الشبكات الأرضية تحتاج إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية، مثل أبراج الاتصال ومحطات الإرسال. أما الأقمار الصناعية، فتعمل بشكل مستقل في الفضاء، مما يقلل الحاجة إلى هذه البنية التحتية.
  3. الأداء في حالات الطوارئ: في الكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو الفيضانات، غالبًا ما تتضرر أبراج الاتصالات، مما يجعل التواصل صعبًا. لكن مع الاتصال عبر الأقمار الصناعية، يمكن البقاء على اتصال حتى في هذه الحالات.

ما هي الأجهزة التي ستدعم هذه التقنية؟

آبل أكدت أن الميزة ستكون متاحة لمستخدمي iPhone 14 فما فوق، على أن يكون لديهم أحدث إصدار من نظام التشغيل iOS (حاليًا iOS 18.3). في الوقت الحالي، الخدمة تجريبية ومحدودة لعدد من مستخدمي T-Mobile في الولايات المتحدة، لكن هناك خططًا لتوسيعها عالميًا بالتعاون مع شركات الاتصالات الأخرى.

ما مستقبل الاتصال عبر الأقمار الصناعية؟

هذه الخطوة ليست مجرد تحسين لخدمة الطوارئ، بل هي بداية لتقنية ستغير طريقة الاتصال عالميًا. مع تطور الشبكات وتحسين تقنيات الأقمار الصناعية، قد نصل قريبًا إلى مرحلة يكون فيها الاتصال عبر الأقمار الصناعية هو المعيار الجديد، بدلاً من الشبكات الخلوية التقليدية.

من المتوقع أنه خلال السنوات القادمة، ستزداد قدرات هذه التقنية، بحيث يمكن للمستخدمين إجراء المكالمات الصوتية، مشاهدة مقاطع الفيديو، وحتى استخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية مباشرة على هواتفهم الذكية. ومع دخول شركات أخرى إلى هذا المجال مثل Verizon وAST SpaceMobile، ستشهد السوق تنافسًا كبيرًا قد يؤدي إلى توفير هذه الخدمة بأسعار معقولة للجميع.

التحديات المتوقعة لهذه التقنية

  1. التكلفة: تشغيل الأقمار الصناعية وصيانتها مكلف جدًا، وقد تنعكس هذه التكاليف على سعر الخدمة، مما قد يجعلها مكلفة في البداية قبل أن تنخفض التكاليف مع مرور الوقت.
  2. الأداء والسرعة: الاتصال بقمر صناعي قد يكون أبطأ من شبكات 5G المتطورة، خاصة عند نقل البيانات الكبيرة مثل الفيديوهات أو تحميل التطبيقات.
  3. التداخل والتغطية: على الرغم من أن الأقمار الصناعية توفر تغطية عالمية، إلا أن بعض المناطق قد تعاني من تأخير طفيف في الاتصال بسبب المسافات بين الأقمار والمحطات الأرضية.

التعاون بين آبل وستارلينك يمثل تقدمًا كبيرًا في تقنيات الاتصال، حيث يفتح الباب أمام مستقبل لا يعتمد فقط على الشبكات الأرضية، بل يستفيد من الفضاء لتوفير اتصال مستمر ومستقر في جميع أنحاء العالم. رغم أن الخدمة في مراحلها الأولى، إلا أن الإمكانيات التي توفرها تبشر بمستقبل واعد قد يجعلنا يومًا ما نعيش في عالم لا يعرف الانقطاع عن الإنترنت أو فقدان الإشارة، بغض النظر عن الموقع الجغرافي.

Views: 12

مساحة إعلانيةمساحة إعلانيةمساحة إعلانيةمساحة إعلانية