back to top

اختبار إعلانات “ثريدز” يثير غضب المستخدمين

ميتا تختبر الإعلانات على “ثريدز” وسط غضب المستخدمين وخشية من تراجع شعبيته.

أعلنت شركة “ميتا“، يوم الجمعة، عن بدء اختبارها لإطلاق الإعلانات على منصتها للتواصل الاجتماعي “ثريدز”، مع عدد محدود من العلامات التجارية في الولايات المتحدة واليابان. يأتي هذا الإعلان في وقت تجاوز فيه عدد المستخدمين النشطين شهريًا لتطبيق “ثريدز” حاجز الـ 300 مليون مستخدم، وهو رقم يعكس نجاح التطبيق وانتشاره عالميًا. ورغم ذلك، لم يلقَ الإعلان ترحيبًا واسعًا بين المستخدمين الذين أبدوا ردود فعل متباينة حول هذه الخطوة.

بداية الاختبار وتفاصيله

بدأت “ميتا” اختبار ميزة الإعلانات الجديدة يوم الجمعة، حيث ظهرت الإعلانات في شكل صور على الصفحة الرئيسية لتطبيق “ثريدز”، وكانت مدمجة بين المنشورات العادية. هذا الاختبار يشمل نسبة صغيرة من المستخدمين حاليًا، وتهدف الشركة من خلاله إلى تقييم التجربة وجمع ردود الأفعال قبل اتخاذ قرار بتوسيع نطاقها. وأوضحت الشركة أنها ستراقب بعناية أداء هذه المرحلة التجريبية وتأثيرها على تجربة المستخدمين، مشيرة إلى أن الشركات والعلامات التجارية ستتمكن من توسيع حملات إعلاناتها الحالية مع “ميتا” لتشمل “ثريدز”.

إطلاق “ثريدز” وسياقه التنافسي

أطلقت “ميتا” تطبيق “ثريدز” في يوليو 2023 كبديل مباشر ومنافس لمنصة “إكس” (تويتر سابقًا)، خاصة بعد سلسلة التغيرات المثيرة للجدل التي شهدتها الأخيرة تحت إدارة الملياردير إيلون ماسك. جاء التطبيق ليقدم تجربة تدوين مصغر تجمع بين البساطة والابتكار، واستهدف جذب المستخدمين الباحثين عن بيئة أكثر استقرارًا وأقل إثارة للجدل من “إكس”.

ورغم النجاح الأولي للتطبيق وتجاوز عدد مستخدميه حاجز الـ 300 مليون، فإن “ميتا” لا تتوقع أن يكون “ثريدز” مصدرًا كبيرًا للإيرادات على المدى القريب. وفي تصريح سابق للمديرة المالية للشركة، سوزان لي، أكدت أن “ثريدز” لن يصبح محركًا مهمًا للإيرادات حتى عام 2025.

الإعلانات وموقف المستخدمين

عند إطلاق “ثريدز”، كان التطبيق خاليًا من الإعلانات، وهو ما جعله يحظى بإعجاب المستخدمين الذين رأوا فيه مساحة خالية من التشتت والإزعاج المرتبط بالإعلانات. ولكن قرار “ميتا” بإضافة الإعلانات إلى “ثريدز” أثار جدلًا واسعًا بين المستخدمين. وفقًا لتقرير صادر عن موقع “Neowin” المتخصص في أخبار التكنولوجيا، فإن العديد من المستخدمين أعربوا عن غضبهم من هذه الخطوة، معتبرين أن “ثريدز” كان يمنح شعورًا بأنه “مساحة آمنة” بعيدًا عن الإعلانات، ولكن هذا الشعور تغير مع إعلان الشركة الأخير.

وأشار بعض المستخدمين إلى أن الإعلانات كانت السبب في تقليل جاذبية منصات أخرى تابعة لـ “ميتا”، مثل “فيسبوك”، حيث أصبحت تجربة المستخدم أقل جودة بسبب كثافة الإعلانات. وأعرب آخرون عن قلقهم من أن إدخال الإعلانات إلى “ثريدز” قد يؤدي إلى نتائج مشابهة، مما قد يدفعهم للتخلي عن التطبيق.

تحديات وإيرادات الإعلانات

من الجدير بالذكر أن “ميتا” تعتمد بشكل أساسي على الإعلانات كمصدر رئيسي لإيراداتها، حيث تشكل أكثر من 90% من دخل الشركة من منصاتها المتعددة مثل “فيسبوك”، “إنستغرام”، و”واتساب”. لذا فإن خطوة إضافة الإعلانات إلى “ثريدز” قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز الإيرادات، خاصة مع التحديات التي تواجهها الشركة في جذب المعلنين بعد تغييرات سياسات الخصوصية في السوق الرقمي.

ومع ذلك، تواجه “ميتا” تحديًا كبيرًا في تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات المعلنين من جهة، والحفاظ على رضا المستخدمين وتجربتهم الإيجابية من جهة أخرى. ومع تصاعد الانتقادات والتهديدات بالانسحاب من “ثريدز”، سيكون من المهم مراقبة كيفية تفاعل الشركة مع هذه الردود وما إذا كانت ستجري تغييرات على استراتيجيتها المستقبلية.

يمثل قرار “ميتا” باختبار الإعلانات على “ثريدز” خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز حضور التطبيق كمنافس قوي في سوق وسائل التواصل الاجتماعي، مع تعزيز مصادر إيرادات الشركة. ولكن يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن “ميتا” من تحقيق هذا الهدف دون أن تخسر قاعدة مستخدميها الذين جذبتهم المنصة في البداية بفضل بساطتها وغياب الإعلانات؟ الأيام القادمة ستكون كفيلة بالإجابة.

Views: 4

مساحة إعلانيةمساحة إعلانيةمساحة إعلانيةمساحة إعلانية