التقارير حول اهتمام أبل وسامسونغ المحتمل بشراء إنتل: كيف نشأت هذه الفرصة وما هي دوافع الشركتين؟
في الأسابيع الأخيرة، ظهرت شائعات عن اهتمام شركتي أبل وسامسونغ بالاستحواذ على شركة إنتل أو جزء من عملياتها، وخاصة قسم تصنيع الرقائق (Foundry) التابع لها. تأتي هذه الأنباء بعد سلسلة من التحديات التي واجهتها إنتل خلال السنوات الأخيرة، مما جعلها عرضة لأن تصبح هدفًا للشركات الكبرى الراغبة في تأمين مواردها من الرقائق المتقدمة دون الاعتماد على المنافسين مثل TSMC.
التحديات التي تواجه إنتل
إنتل، التي كانت إحدى الشركات الرائدة في تصنيع معالجات الحواسيب، واجهت تحديات في السنوات الأخيرة بسبب تأخرها في مواكبة التطورات التكنولوجية مقارنةً بمنافسيها، مثل شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية (TSMC) وAMD. تسبب هذا التأخر في فقدانها حصة كبيرة من السوق، وهو ما انعكس سلبًا على أدائها المالي، إذ تراجعت أسهمها بنسبة 60٪ هذا العام، مع توقعات بتحقيق خسائر إضافية. كما أعلنت الشركة عن تخفيضات كبيرة في التكاليف وإعادة هيكلة شاملة بما في ذلك تسريح جزء من قوتها العاملة
دوافع أبل وسامسونغ
تسعى أبل وسامسونغ للاستفادة من قدرات إنتل في تصنيع الرقائق، حيث تعتبر هذه الخطوة فرصة لتقليل الاعتماد على TSMC. بالنسبة لأبل، فإن السيطرة على عمليات تصنيع الرقائق المتقدمة يمكن أن يمنحها مرونة أكبر في تطوير معالجات جديدة لأجهزتها مع تقليل التكاليف وتأمين إمدادات ثابتة. ويدعم هذا رغبتها في تصنيع الرقائق محلياً في الولايات المتحدة، مما يتماشى مع سياساتها الرامية إلى تعزيز التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين Apple Scoop — Apple News And Rumors
في المقابل، قد تستفيد سامسونغ من قدرات إنتل لتعزيز إنتاجية رقائقها من نوع Exynos، وتحسين عمليات التصنيع التي تواجه تحديات كبيرة بسبب انخفاض معدلات الإنتاجية في عمليات التصنيع المتقدمة. هذا الاستحواذ يمكن أن يساعد سامسونغ في تحسين معايير جودة الرقائق الخاصة بها، مما يزيد من قدرتها التنافسية أمام أبل والشركات الأخرى
الوضع المالي لإنتل وتأثيره على قرار البيع
إلى جانب الصعوبات التكنولوجية، تعاني إنتل من ضغوط مالية، حيث توقفت الشركة عن تحقيق أرباح من التدفقات النقدية الإيجابية بسبب الاستثمارات الضخمة المطلوبة لتطوير عمليات التصنيع الجديدة. وسجلت إنتل خسائر تشغيلية تجاوزت 10 مليارات دولار خلال العامين الماضيين، واضطرت إلى تقليص توزيعات الأرباح بشكل ملحوظ. ومع استمرار تحدياتها في أسواق الحواسيب والخوادم، قد يشجع ذلك إدارة إنتل على التفكير في إعادة هيكلة أعمالها أو بيع قسم التصنيع لتأمين التمويل الضروري
هل يمكن أن يتم الاستحواذ؟
بالرغم من التحديات التي تواجه إنتل، يبقى الاستحواذ المحتمل على الشركة خطوة معقدة. فإنتل تمتلك علاقات وثيقة مع الحكومة الأمريكية، وتساهم بشكل كبير في مشاريع الدفاع الوطني وتكنولوجيا الحوسبة المتقدمة. قد يتطلب ذلك موافقات تنظيمية معقدة، وقد يشكل تحديات في حال اهتمام أي شركة أجنبية بالاستحواذ على أجزاء من الشركة.
بشكل عام، بينما تظل هذه التقارير ضمن نطاق الشائعات، فإن تنفيذ مثل هذا الاستحواذ يمكن أن يعيد تشكيل مشهد صناعة أشباه الموصلات، وقد يؤثر بشكل كبير على توازن القوى بين الشركات التكنولوجية الكبرى.
Views: 4