وسط تغيرات اقتصادية كبرى في المنطقة، تصاعدت في الأيام الأخيرة أخبار وتسريبات تشير إلى دخول زين السعودية إلى سوريا كمشغل اتصالات جديد. وتأتي هذه الأنباء في وقت يشهد فيه قطاع الاتصالات السوري تقلبات غير مسبوقة، خاصة مع تضاؤل حضور شركتي “MTN” و”سيريتل“، وظهور مؤشرات على نية الحكومة السورية إعادة هيكلة هذا القطاع.
في هذا المقال، نستعرض كل ما نعرفه حتى الآن حول دخول زين السعودية إلى سوريا، ومصادر هذه المعلومات، ومدى دقتها، بالإضافة إلى تحليل الفرص والتحديات المحتملة.
من هي زين السعودية؟
تُعد شركة زين من أبرز مزوّدي خدمات الاتصالات في الشرق الأوسط، وتغطي خدماتها أسواقًا عديدة في الخليج مثل الكويت، السعودية، البحرين، العراق، والسودان. وتملك الشركة تاريخًا طويلًا من التوسعات والتجارب الناجحة في أسواق اتصالات معقدة، وهو ما يعزز احتمال دخول زين السعودية إلى سوريا في المرحلة المقبلة، في حال تم التوصل إلى اتفاق رسمي.
التسريبات: ماذا قيل عن دخول زين إلى سوريا؟
بدأت القصة عندما نشرت عدة صفحات على فيسبوك وتويتر منشورات تتحدث عن دخول زين السعودية إلى سوريا لتحل مكان شركتي “سيريتل” و”MTN”. وترافقت هذه المنشورات مع صورة شهيرة تحمل شعار “زين” وتعليقًا يقول: “وداعًا سيريتل وMTN، زين أول المستثمرين في سوريا”.
ورغم أن الصورة انتشرت على نطاق واسع، إلا أنها لا تستند إلى إعلان رسمي حتى الآن، بل إلى تكهنات وتسريبات صحفية، من أبرزها تلك التي تحدثت عن زيارة وفد من رجال الأعمال الكويتيين إلى سوريا، ضمّ الرئيس التنفيذي لمجموعة زين، بدر الخرافي.
تفاصيل الزيارة المرتبطة بالتسريبات
خلال الربع الثاني من عام 2025، تداولت بعض المصادر الإعلامية خبر لقاء رسمي جرى بين الحكومة السورية ووفد كويتي برئاسة بدر الخرافي. وأشارت هذه التقارير إلى أن المحادثات شملت بحث فرص الاستثمار في قطاعات حيوية مثل الاتصالات والطاقة. وهنا بدأ الحديث عن احتمال دخول زين السعودية إلى سوريا بجدية أكبر.
هل هناك تأكيد رسمي؟
حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم تُصدر لا الحكومة السورية ولا شركة “زين” بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي دخول زين السعودية إلى سوريا. وهذا يضعنا أمام خيارين: إما أن تكون الشركة في مرحلة دراسة الجدوى، أو أن الإعلان الرسمي سيأتي لاحقًا بعد الاتفاق على التفاصيل القانونية والمالية.
لكن المؤشرات العامة—منها اللقاءات رفيعة المستوى والانسحاب التدريجي لـ MTN من السوق السوري—تعزز فرضية دخول زين السعودية إلى سوريا في المستقبل القريب.
ما الذي يعنيه دخول زين للسوق السوري؟
إن دخول زين السعودية إلى سوريا يحمل دلالات اقتصادية هامة، أبرزها:
إنعاش قطاع الاتصالات الذي يعاني منذ سنوات من ضعف الخدمات وقلة التطوير.
ضخ استثمارات سعودية مباشرة في سوريا لأول مرة منذ أكثر من عقد.
احتمال تحسين جودة الاتصال وخدمات الإنترنت في البلاد.
زيادة التنافسية وخفض الأسعار لصالح المستخدم النهائي.
لكن في المقابل، يبرز تحدي البنية التحتية المتهالكة والتعقيدات القانونية، خاصةً مع العقوبات المفروضة على سوريا والتي قد تعيق بعض أشكال التعاون التقني أو المالي.
ما مصير شركتي سيريتل وMTN؟
تعاني كل من سيريتل وMTN من مشاكل متراكمة تشمل الخلافات المالية، العقوبات، وتراجع ثقة المستخدمين. وانسحاب MTN التدريجي من السوق يعزز رواية أن الحكومة السورية تبحث عن بديل، وهو ما يفتح الباب أمام دخول زين السعودية إلى سوريا كمشغّل جديد أو كمستثمر رئيسي في مشغل قائم.
أما سيريتل، فرغم محاولات إعادة الهيكلة، إلا أن التوجهات العامة تشير إلى أن مستقبلها في السوق السوري لم يعد مضمونًا.
رأي الشارع السوري
التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي حيال أنباء دخول زين السعودية إلى سوريا كان واسعًا. الكثير من المستخدمين رحبوا بالفكرة، معتبرين أن زين قد تكون بوابة لتحسين الخدمات المتردية، بينما شكك آخرون في جدية التنفيذ نظرًا للواقع السياسي والاقتصادي المعقّد في البلاد.
ما العقبات المحتملة؟
رغم التفاؤل، تواجه عملية دخول زين السعودية إلى سوريا مجموعة من التحديات، منها:
العقوبات الدولية المفروضة على القطاعين المالي والاتصالات في سوريا.
ضعف البنية التحتية التي تحتاج إلى تحديث كبير.
المسائل السياسية والضغوط الإقليمية التي قد تؤثر على الاستثمارات السعودية في دمشق.
خلاصة: زين في سوريا… احتمال واقعي أم مجرد شائعة؟
لا يمكن الجزم بشكل قاطع بأن دخول زين السعودية إلى سوريا سيحدث فعليًا، لكن حجم المؤشرات وتكرار اللقاءات الرسمية يجعل من هذا الاحتمال أمرًا واردًا. إن حدث ذلك، فسيكون نقطة تحوّل حقيقية في سوق الاتصالات السوري، وسيعيد تشكيل خريطة الخدمات والفرص أمام المستخدمين والشركات.
Views: 19