أعلنت شركة إنفيديا خلال مؤتمر GTC 2025 عن معمارية Rubin Ultra، التي تمثل قفزة جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة. تعتبر معمارية Rubin Ultra امتدادًا متطورًا للجيل القادم من وحدات المعالجة الرسومية التي ستدخل حيّز الاستخدام في النصف الثاني من عام 2027. ويبدو أن إنفيديا تراهن بقوة على معمارية Rubin Ultra كقاعدة لبناء منصات حوسبة خارقة لمواجهة متطلبات الذكاء الاصطناعي الضخم والنماذج التوليدية المستقبلية.
ما هي معمارية Rubin Ultra؟
معمارية Rubin Ultra هي تطور مباشر من معمارية Rubin التي أعلنت عنها إنفيديا للعام 2026، لكن معمارية Rubin Ultra تمثل الجيل “المعزز” الذي يتفوق على سابقه في عدة نواحٍ حيوية. حيث تعتمد على تصميم مكون من أربع شرائح رسومية ضخمة (reticle-sized dies)، أي ضعف ما كانت تحتويه معمارية Rubin الأساسية. وهذا يعني أن كل وحدة معالجة في معمارية Rubin Ultra تحتوي على عدد أنوية مضاعف، مما يترجم إلى زيادة هائلة في الأداء الكلي.
المواصفات التقنية لمعمارية Rubin Ultra
من أبرز النقاط التي تميز معمارية Rubin Ultra:
عدد الأنوية والتصميم البنيوي: معمارية Rubin Ultra تضم أربع شرائح معالجة ضخمة ضمن كل وحدة، وهي ضعف ما قدمته معمارية Rubin. هذا التصميم يسمح بتحقيق كثافة أعلى للأنوية وزيادة في عدد وحدات التظليل والمعالجة المتوازية.
الأداء الحوسبي: تصل معمارية Rubin Ultra إلى 100 بيتافلوبس (PetaFLOPS) بدقة FP4 في عمليات الاستدلال، وهو رقم هائل يفوق ما قدمته حتى وحدات Blackwell الأخيرة التي بالكاد لامست نصف هذا الرقم.
الذاكرة: تحتوي كل وحدة من معمارية Rubin Ultra على 1 تيرابايت من ذاكرة HBM4e، مع عرض نطاق ترددي يصل إلى 4.6 بيتابايت/ثانية. وهو أعلى عرض نطاق ترددي أعلنت عنه إنفيديا حتى الآن، مما يسهم في تسريع عمليات التدريب الضخمة.
الكفاءة الطاقية: رغم الأداء الجبار، إلا أن معمارية Rubin Ultra تستهلك كميات ضخمة من الطاقة، حيث تحتاج البنية الكاملة (كما في نظام NVL576) إلى ما يصل إلى 600 كيلوواط لكل رف، وهذا يتطلب بنية تحتية متخصصة جدًا في التبريد وتوزيع الطاقة.
مقارنة مع المعماريات السابقة
بالمقارنة مع معمارية Blackwell، تقدم معمارية Rubin Ultra ضعف الأداء تقريبًا في معظم السيناريوهات، خصوصًا في تطبيقات الاستدلال عالية الكثافة. أما بالمقارنة مع معمارية Hopper الأقدم، فإن معمارية Rubin Ultra تتفوق عليها بما يزيد عن عشرة أضعاف من حيث الأداء والفعالية الطاقية.
وإذا ما قارنا معمارية Rubin Ultra بمعمارية Grace Hopper التي كانت تعتمد على الجمع بين CPU وGPU، فإن Rubin Ultra تركز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي المتسارع والنماذج التوليدية، وليس المعالجة متعددة الأغراض.
نظام NVL576: التجلي الكامل لـ Rubin Ultra
أحد أبرز تطبيقات معمارية Rubin Ultra هو نظام NVL576، الذي يضم 576 وحدة معالجة رسومية ضمن رف واحد. هذا النظام يقدم قدرة حوسبة تصل إلى 15 إكزافلوبس لدقة FP4، ويحتوي على أكثر من 365 تيرابايت من الذاكرة السريعة، ما يجعله مثاليًا لتدريب النماذج العملاقة مثل GPT-6 أو Gemini Ultra من جوجل مستقبلًا.
مستقبل الذكاء الاصطناعي مع معمارية Rubin Ultra
يُتوقع أن تصبح معمارية Rubin Ultra حجر الأساس لكل مراكز البيانات المستقبلية التي تسعى لتدريب النماذج اللغوية والتوليدية الهائلة، وكذلك لتطبيقات الحوسبة الفائقة في المجالات الطبية، البحثية، والمناخية.
المعمارية ليست مجرد تحديث، بل إعادة تعريف لقدرات الذكاء الاصطناعي على المستوى الصناعي، وهي مصممة لتدعم أعباء عمل أكثر تعقيدًا وأكثر كثافة من أي وقت مضى.
خلاصة
معمارية Rubin Ultra ليست فقط أقوى معمارية طورتها إنفيديا حتى الآن، بل هي نقطة تحول في كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي في المستقبل. بفضل تصميمها البنيوي القوي، قدرتها الحوسبية الهائلة، ودعمها لمعايير الذكاء الاصطناعي من الجيل الجديد، فإن معمارية Rubin Ultra تمثل نقلة نوعية في الصناعة.
وبتكرار اسم معمارية Rubin Ultra في كل النقاشات التقنية القادمة، يتضح أنها ستكون المعمارية الأكثر تأثيرًا في العقد القادم من تطوير الذكاء الاصطناعي.
Views: 3