من هم سولت تايفون؟
سولت تايفون (Salt Typhoon) هي مجموعة تهديد مستمر متقدم (APT) يُعتقد أنها مرتبطة بوزارة أمن الدولة الصينية. تنشط هذه المجموعة في مجال التجسس السيبراني وتُعرف بتنفيذ عمليات اختراق معقدة تستهدف الحكومات، الشركات، ومؤسسات الأبحاث في جميع أنحاء العالم، مع تركيز خاص على الولايات المتحدة وأوروبا. تتميز المجموعة بتطوير أدوات اختراق متقدمة، مما يجعل تعقبها والكشف عنها أمراً صعباً حتى من قبل أقوى أنظمة الأمن السيبراني.
أعمالهم وأهدافهم
تركز سولت تايفون على التجسس وجمع المعلومات من خلال استهداف قطاعات متعددة، بما في ذلك:
البنية التحتية للاتصالات
التكنولوجيا والذكاء الصناعي
القطاعات العسكرية والدفاعية
الجامعات ومراكز الأبحاث
الحكومات والمؤسسات الحكومية
الشركات المتخصصة في أشباه الموصلات والحوسبة المتقدمة
المؤسسات المالية والبنوك
تقوم المجموعة بتنفيذ هجماتها من خلال استخدام برمجيات ضارة متطورة وأساليب اختراق معقدة تتيح لها الوصول إلى بيانات حساسة دون اكتشافها لفترات طويلة. تعتمد على مزيج من البرمجيات الخبيثة، الهندسة الاجتماعية، واستغلال الثغرات الأمنية في أنظمة التشغيل والخدمات السحابية.
تاريخ المجموعة وأبرز عملياتها
تم التعرف على نشاط سولت تايفون لأول مرة في أوائل عام 2020، لكن من المحتمل أن تكون عملياتهم قد بدأت قبل ذلك بسنوات. بعض أبرز هجماتهم تشمل:
2022: اختراق شبكات اتصالات رئيسية في الولايات المتحدة، بما في ذلك شركات مثل AT&T وVerizon، مما أدى إلى سرقة كميات كبيرة من البيانات المتعلقة بالبنية التحتية لشبكات 5G.
2023: استهداف مؤسسات أكاديمية في أوروبا للحصول على أبحاث متعلقة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات العسكرية، مما ساهم في تطوير بعض التقنيات التجسسية الجديدة.
2024: تنفيذ عمليات تجسس على شركات أمريكية متخصصة في أشباه الموصلات بهدف سرقة الملكية الفكرية وتطوير بدائل محلية صينية.
2025: محاولة اختراق أنظمة مالية عالمية لاختبار إمكانية شن هجمات على البنية التحتية المصرفية الرقمية.
طرق عمل سولت تايفون
تعتمد المجموعة على تقنيات متقدمة للوصول إلى الأنظمة المستهدفة والحفاظ على وجودها لفترات طويلة. تشمل أساليبهم:
استغلال الثغرات الأمنية في أجهزة التوجيه (Routers) والبنية التحتية لشبكات الإنترنت.
نشر برمجيات ضارة مثل “Demodex” و”GhostSpider” التي تتيح لهم التحكم في الأنظمة عن بُعد.
استخدام أدوات اختراق معروفة مثل PowerShell وPsExec لتنفيذ عملياتهم دون إثارة الشكوك.
شن هجمات “Watering Hole” التي تستهدف مواقع إلكترونية يستخدمها الضحايا المحتملون.
تنفيذ هجمات تصيد احتيالي متطورة تستهدف الشركات الكبرى عبر البريد الإلكتروني والرسائل المشفرة.
استغلال الثغرات الأمنية في الخدمات السحابية ومنصات التخزين عبر الإنترنت للوصول إلى بيانات المستخدمين والمشاريع البحثية الحساسة.
ما يمكن أن يفعلوه مستقبلاً
مع تطور تقنيات الأمن السيبراني، من المحتمل أن تطور سولت تايفون أساليبها لمواكبة الدفاعات المتزايدة. قد تشمل هجماتهم المستقبلية:
استهداف أنظمة البنية التحتية الحيوية مثل شبكات الكهرباء والطاقة، مما قد يؤدي إلى اضطرابات على نطاق واسع.
اختراق مزيد من الحكومات لسرقة البيانات الدبلوماسية والعسكرية، وربما التدخل في السياسات الداخلية لبعض الدول.
توسيع نطاق عملياتهم ليشمل الهجمات على العملات الرقمية والشركات المالية، بهدف تحقيق أرباح ضخمة وتمويل عملياتهم.
استغلال الذكاء الاصطناعي في تحسين أساليب الاختراق والتخفي، مما يجعل اكتشافهم أكثر صعوبة.
تطوير برمجيات خبيثة متقدمة تعتمد على التعلم الآلي لاستهداف أنظمة الذكاء الاصطناعي.
كيفية الحماية من هجماتهم
لتقليل خطر التعرض لهجمات سولت تايفون، يُوصى باتباع الإجراءات التالية:
تحديث البرمجيات وأنظمة التشغيل بشكل دوري لسد الثغرات الأمنية.
استخدام جدران الحماية وأنظمة كشف الاختراق لمراقبة النشاط المشبوه.
تطبيق أساليب المصادقة الثنائية لتعزيز أمان الحسابات.
توعية الموظفين حول أساليب الهندسة الاجتماعية وتقنيات التصيد الاحتيالي.
تقنيات التشفير القوية لحماية البيانات الحساسة من الاختراق.
تعزيز الأمن السيبراني في المؤسسات من خلال إنشاء فرق مختصة في الكشف عن التهديدات والاستجابة لها بسرعة.
سولت تايفون هي واحدة من أخطر مجموعات التهديد السيبراني المتقدمة، وتستمر في تطوير أساليبها لاستهداف مؤسسات حساسة حول العالم. على الرغم من الجهود الأمنية المبذولة لكشف عملياتها وإحباطها، فإن تهديداتها لا تزال قائمة، مما يتطلب يقظة مستمرة وتحديثاً دائماً لتقنيات الدفاع السيبراني. تعتمد الدول والشركات على استراتيجيات متعددة لمكافحة هذه التهديدات، بما في ذلك التعاون الدولي، تبادل المعلومات حول التهديدات السيبرانية، وتحسين الدفاعات الأمنية لمواجهة هجمات المستقبل.
Views: 17