أعلنت شركة ميتا – Meat، الشركة المالكة لفيسبوك وإنستغرام، عن بدء استخدام تقنيات ذكاء اصطناعي لتحديد أعمار المراهقين بدقة أكبر على منصاتها. يأتي هذا التوجه في إطار التزام ميتا بحماية المستخدمين الشباب من المحتوى غير المناسب وضمان تجربة تتناسب مع أعمارهم. تعتمد هذه التقنية على تحليل صور المستخدمين وسلوكياتهم الرقمية بشكل ذكي، مما يمكّن النظام من تقدير العمر الفعلي للمستخدم حتى في حالة تقديمه لبيانات غير دقيقة عند التسجيل.
وقد دفع ميتا إلى هذا التوجه تزايد التحديات التي تواجهها منصات التواصل الاجتماعي في حماية المستخدمين المراهقين من المحتوى الضار والإعلانات غير الملائمة. بفضل الذكاء الاصطناعي، تتمكن المنصة من التعرف على المؤشرات المختلفة التي تشير إلى أعمار المستخدمين. تشمل هذه المؤشرات تحليل ملامح الوجه وسلوكيات التصفح والتفاعل مع المحتوى، مما يوفر رؤية أوضح لعمر المستخدم ويسهم في اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حماية أفضل.
يتوقع أن تُسهم هذه التقنية في تعزيز خصوصية وأمان المراهقين على المنصة، حيث ستمكن ميتا من تفعيل سياسات مخصصة لفئات عمرية معينة بشكل دقيق، كعرض محتوى ملائم وإخفاء المواد التي قد لا تتناسب مع فئة عمرية معينة. علاوة على ذلك، يُعتبر هذا التوجه خطوة مهمة في تحسين تجربة المستخدمين، حيث سيحصل المراهقون على محتوى مصمم خصيصًا يناسب أعمارهم ويشجع على الاستخدام الآمن للمنصة.
ورغم هذه الفوائد المتوقعة، هناك تساؤلات متزايدة حول مدى دقة وفعالية تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحديد الأعمار، إضافةً إلى مخاوف حول الخصوصية في حال تحليل الصور والسلوكيات الرقمية. إلا أن ميتا أكدت أنها تتخذ إجراءات صارمة لحماية بيانات المستخدمين، مشيرة إلى أن المعلومات المستخدمة لا تُخزن بشكل دائم وتُعامل بسرية تامة.
يُذكر أن ميتا ليست الشركة الأولى التي تتبنى هذا النوع من التقنيات، إذ سبقتها شركات أخرى في تطبيق الذكاء الاصطناعي لأغراض الحماية والتحقق من الأعمار. إلا أن خطوة ميتا قد تكون الأوسع نطاقًا بالنظر إلى حجم قاعدة مستخدميها وتأثيرها على الشبكات الاجتماعية العالمية
Views: 1