ما هو ديب سيك DeepSeek?
ديب سيك (DeepSeek) هو تطبيق صيني للذكاء الاصطناعي طورته شركة ناشئة تحمل الاسم نفسه. أثار التطبيق ضجة كبيرة في عالم التكنولوجيا بعد إطلاقه، حيث يُقال إنه ينافس أو يتفوق على النماذج الرائدة في الولايات المتحدة، مثل تلك التي طورتها OpenAI وMeta، وبتكلفة أقل بكثير.
ميزات ديب سيك:
- نماذج متقدمة: أعلنت ديب سيك أن نماذجها الرئيسية، DeepSeek-V3 وDeepSeek-R1، تنافس النماذج الرائدة مثل تلك التي طورتها OpenAI وMeta. وفقاً للشركة، فإن تكلفة استخدام نموذج DeepSeek-R1 أقل بـ20 إلى 50 مرة من نموذج OpenAI o1، حسب طبيعة المهمة.
- تكلفة منخفضة: تُعد تكلفة استخدام نماذج ديب سيك أقل بكثير مقارنة بالنماذج الأمريكية المنافسة، مما يجعلها خيارًا جذابًا للشركات والأفراد الذين يبحثون عن حلول ذكاء اصطناعي فعّالة من حيث التكلفة.
- انتشار واسع: منذ إطلاقه في 10 يناير 2025، شهد تطبيق ديب سيك انتشارًا واسعًا بين المستخدمين في الولايات المتحدة، حيث تصدر قائمة التطبيقات المجانية الأكثر تحميلًا على متجر “آبل” في الولايات المتحدة، متفوقًا على منافسه الأمريكي “ChatGPT”.
- كفاءة في استخدام البيانات: يستخدم ديب سيك بيانات أقل لتدريب نماذجه، مما يقلل من الحاجة إلى الموارد الضخمة التي تتطلبها النماذج الأخرى.
- تحدي الهيمنة الأمريكية: يمثل نجاح ديب سيك تحديًا كبيرًا لهيمنة وادي السيليكون، ويعيد النظر في فعالية القيود الأمريكية المفروضة على تصدير الرقائق والتقنيات المتقدمة إلى الصين.
ردود الفعل العالمية:
أثار ظهور ديب سيك ردود فعل متباينة على الصعيد العالمي. ففي الأسواق المالية، شهدت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفض مؤشر ناسداك التكنولوجي بأكثر من 3%، وكانت “إنفيديا” من بين أكبر المتأثرين، مع هبوط أسهمها بنسبة تجاوزت 17%، مما أدى إلى خسارة الشركة أكثر من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية.
من جهة أخرى، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تطبيق ديب سيك، مشيرًا إلى أنه بمثابة “جرس إنذار” للشركات الأمريكية. وقال ترامب خلال حضوره اجتماعًا لأعضاء مجلس النواب الجمهوريين في ميامي: “من الجيد أن تتوصل الشركات في الصين إلى طريقة أرخص وأسرع للذكاء الاصطناعي… أرى ذلك إيجابياً، لأنك ستفعل ذلك أيضًا، لذلك لن تنفق الكثير، وستحصل على نفس النتيجة، نأمل ذلك”.
التحديات والشكوك:
رغم النجاح الذي حققته ديب سيك، إلا أن بعض الشركات الأمريكية تشكك في قدرات النموذج الثوري الذي تقدمه. أكد مراقبون أن نجاحه يعكس جدوى تقنيات الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر كبديل للتكنولوجيا المكلفة والمقيدة مثل ChatGPT. ومن المتوقع أن تواجه ديب سيك تحديات تتعلق بالتحقق من قدراتها ومدى استدامة نموذجها.
التأثير على السوق:
أدى إطلاق ديب سيك إلى موجة بيع واسعة لأسهم التكنولوجيا في الأسواق العالمية، بدءًا من طوكيو وصولًا إلى نيويورك، بعد أن أثار ظهور نموذج ذكاء اصطناعي صيني منخفض التكلفة قلق المستثمرين بشأن تهديده لهيمنة الشركات الرائدة في هذا المجال مثل “إنفيديا”.
مقارنة بين ديب سيك (DeepSeek) وتشات جي بي تي (ChatGPT)
1. الهدف الأساسي
- ديب سيك: تم تطويره ليكون نموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة يركز على تقديم خدمات متقدمة للشركات والأفراد، مع التركيز على الأداء والتكلفة.
- تشات جي بي تي: نموذج لغة واسع النطاق تم تطويره بواسطة OpenAI، يركز على معالجة اللغة الطبيعية، التفاعل النصي، وتقديم إجابات دقيقة وشاملة للمستخدمين.
2. تكلفة الاستخدام
- ديب سيك: يتميز بانخفاض كبير في التكاليف مقارنةً بنماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية مثل ChatGPT، حيث تصل التكلفة إلى أقل بـ20-50 مرة حسب المهمة.
- تشات جي بي تي: يعتمد على نموذج تسعيري أعلى نظرًا لتكاليف التدريب الضخمة، مما يجعله أقل جذبًا من حيث التكلفة في بعض السيناريوهات.
3. الأداء والكفاءة
- ديب سيك: يركز على تحقيق كفاءة عالية باستخدام بيانات تدريب أقل، مما يجعله خيارًا فعالًا من حيث الأداء والموارد المطلوبة.
- تشات جي بي تي: يعتمد على نموذج GPT الضخم الذي يتطلب موارد كبيرة جدًا، ولكنه يحقق دقة ومرونة في التعامل مع النصوص بفضل كمية البيانات الضخمة المستخدمة في تدريبه.
4. الشعبية والاستخدام
- ديب سيك: شهد انتشارًا سريعًا في وقت قصير، متصدرًا قائمة التطبيقات المجانية في متجر “آبل” في الولايات المتحدة، مما يعكس شعبيته المتزايدة.
- تشات جي بي تي: يتمتع بقاعدة مستخدمين واسعة عالميًا كونه موجودًا منذ فترة أطول، ويُعتبر المعيار في مجاله.
5. الوصول والجمهور المستهدف
- ديب سيك: يستهدف المستخدمين الذين يبحثون عن حلول ذكاء اصطناعي منخفضة التكلفة وفعّالة، مما يجعله جذابًا للشركات الصغيرة والمتوسطة.
- تشات جي بي تي: يركز على المستخدمين من مختلف الفئات، بما في ذلك المطورين، الشركات الكبرى، والأفراد الذين يحتاجون إلى مساعدة في الكتابة أو التعلم.
6. التقنية والبنية التحتية
- ديب سيك: يعتمد على تقنيات مفتوحة المصدر إلى حد كبير، ويستخدم موارد أقل لتدريب النموذج.
- تشات جي بي تي: يعتمد على بنية GPT المتقدمة والمغلقة، والتي تم تطويرها باستخدام أحدث تقنيات معالجة اللغة.
7. التحديات والانتقادات
- ديب سيك: يواجه تحديات تتعلق بالثقة في أدائه ومدى استدامته، بالإضافة إلى مخاوف حول القيود الأمريكية المتعلقة بالتقنيات المتقدمة.
- تشات جي بي تي: يواجه انتقادات حول ارتفاع التكاليف، واعتماد النموذج على كمية هائلة من الموارد والبيانات.
أيهما أفضل؟
تحديد الأفضل بينهما يعتمد على احتياجات المستخدم. إذا كنت تبحث عن نموذج منخفض التكلفة وفعّال من حيث الموارد، فقد يكون ديب سيك خيارًا مناسبًا. أما إذا كنت بحاجة إلى نموذج مُثبت الأداء ومرن في معالجة النصوص على نطاق واسع، فإن تشات جي بي تي قد يكون الخيار الأفضل.
الخلاصة:
يمثل تطورًا مهمًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يقدم نموذجًا متقدمًا وفعّالًا من حيث التكلفة، مما يجعله منافسًا قويًا للنماذج الأمريكية الرائدة. ومع ذلك، يواجه التطبيق تحديات تتعلق بالتحقق من قدراته ومدى استدامة نموذج عمله، بالإضافة إلى الشكوك المحيطة بمدى شرعية استخدامه للتقنيات المتقدمة في ظل القيود الأمريكية المفروضة على تصدير الرقائق إلى الصين.
Views: 36