تاريخ البلوتوث Bluetooth من فكرة بسيطة إلى معيار عالمي
أداة البلوتوث (Bluetooth) هي تقنية اتصال لاسلكية قصيرة المدى، صُمِّمت في الأساس لتسهيل تبادل البيانات بين الأجهزة عبر مسافات قصيرة دون الحاجة لأسلاك. نشأت هذه التقنية وبدأ تطوّرها منذ التسعينيات، ومرت بمراحل عديدة أدّت إلى تحسين سرعتها، مدى التغطية، وكفاءة استهلاكها للطاقة. فيما يلي استعراض لتاريخ البلوتوث منذ نشأته وحتى أحدث إصدار:
البدايات (التسعينيات):
- تعود جذور البلوتوث إلى شركة “إريكسون” السويدية، حيث بدأ فريق من المهندسين عام 1994 بالعمل على تقنية لاسلكية منخفضة الطاقة وبتكلفة منخفضة لنقل البيانات بين الهواتف المحمولة والأجهزة الطرفية مثل سماعات الرأس والحواسيب.
- سُمّيت التقنية بـ “بلوتوث” نسبةً للملك الدنماركي “Harald Bluetooth” الذي وحّد الدنمارك والنرويج في القرن العاشر، واختير هذا الاسم للإشارة إلى فكرة “توحيد” مختلف الأجهزة في شبكة تواصل لاسلكية واحدة.
تأسيس مجموعة الاهتمامات الخاصة بالبلوتوث (Bluetooth SIG) عام 1998:
- في عام 1998، اجتمعت عدة شركات تقنية رائدة مثل إريكسون، نوكيا، IBM، إنتل، وتوشيبا لتأسيس جمعية البلوتوث الخاصة (Bluetooth Special Interest Group – SIG)، وهي الهيئة المسؤولة عن تطوير واعتماد مواصفات البلوتوث.
- حصل المعيار الأول (Bluetooth 1.0) على المواصفات الرسمية عام 1999، إلا أن هذا الإصدار عانى من مشكلات في التوافق والاتصال.
إصدارات البلوتوث الأولى (Bluetooth 1.x و 2.x):
- Bluetooth 1.1 (عام 2002): أدخلت تحسينات على قابلية التشغيل البيني بين الأجهزة، وتحسينات بسيطة في الأداء.
- Bluetooth 1.2 (عام 2003): أضاف تحسينات في جودة الصوت وتقليل التشويش وإدخال “التردد التكيفي” (Adaptive Frequency Hopping – AFH) للحدّ من التداخل مع تقنيات لاسلكية أخرى مثل Wi-Fi.
- Bluetooth 2.0 + EDR (عام 2004): زاد معدل النقل من حوالي 1 ميجابت/ثانية إلى 3 ميجابت/ثانية باستخدام ميزة Enhanced Data Rate (EDR)، مما حسّن سرعة نقل البيانات واستهلاك الطاقة.
الانتقال إلى استهلاك طاقة أكثر كفاءة ودعم أوسع (Bluetooth 3.x و 4.x):
- Bluetooth 3.0 + HS (عام 2009): أدخل ميزة High Speed التي اعتمدت على Wi-Fi لزيادة سرعة النقل إلى ما يصل 24 ميجابت/ثانية عند الحاجة، وإن كانت هذه الميزة محدودة الانتشار.
- Bluetooth 4.0 (عام 2010): قدّم تقنية Bluetooth Low Energy (Bluetooth LE) المخصصة لاستهلاك طاقة منخفض جداً، مما فتح المجال أمام أجهزة إنترنت الأشياء (IoT)، والساعات الذكية، وأجهزة الاستشعار القابلة للارتداء.
- Bluetooth 4.1 (عام 2013): تحسينات في التداخل مع شبكات LTE، وإمكانية عمل الجهاز كوحدة رئيسية ووحدة فرعية في وقت واحد.
- Bluetooth 4.2 (عام 2014): زيادة الأمان، وتحسينات في الخصوصية، ودعم بروتوكول IPv6 مما سهل الربط مع تقنيات الإنترنت.
نقلة نوعية في الأداء والمدى (Bluetooth 5.x):
- Bluetooth 5.0 (عام 2016): تضاعف المدى إلى 4 أضعاف مقارنة بالإصدار 4.2، وزيادة سرعة النقل حتى 2 ميجابت/ثانية، مع تحسينات كبيرة في النطاق الترددي والاستهلاك. هذا الإصدار دعم حالات استخدام جديدة في مجال البيئات الذكية والتطبيقات الصناعية.
- Bluetooth 5.1 (عام 2019): تم إضافة ميزة تحديد الاتجاه (Direction Finding)، مما يوفر إمكانية تحديد موقع الأجهزة الأخرى بدقة أعلى، وفائدة كبيرة لتطبيقات التتبع والملاحة الداخلية.
- Bluetooth 5.2 (عام 2020): قدم تقنية LE Audio التي حسّنت جودة الصوت مع استهلاك طاقة منخفض، ودعمت برامج الترميز منخفضة المعالجة (LC3 Codec)، مما أتاح تجربة صوتية أفضل في السماعات اللاسلكية.
- Bluetooth 5.3 (عام 2021): تحسينات في الأداء والكفاءة، منها قدرة أفضل على إدارة قائمة أجهزة الوصول (Whitelist) واستهلاك طاقة أكثر كفاءة، مع زيادة في الموثوقية في البيئات المزدحمة.
- Bluetooth 5.4 (عام 2023): إدخال ميزات إضافية لتبسيط عمليات التوصيل وتحسين كفاءة الطاقة بشكل أكبر، مع دعم تطبيقات إنترنت الأشياء بشكل أوسع، مثل أجهزة الاستشعار منخفضة الطاقة والشبكات الصناعية واسعة النطاق.
آخر المستجدات واتجاهات المستقبل:
- يعمل الـ Bluetooth SIG حالياً على تطوير إصدارات تدعم المزيد من التطبيقات في مجال IoT، والمدن الذكية، والأجهزة الطبية القابلة للارتداء، فضلاً عن تحسينات الصوت عبر LE Audio، وتحسين دقة تحديد المواقع الداخلية.
- من المتوقع أن تكون التحسينات المستقبلية مركزة على تحسين جودة الاتصال، وزيادة المدى، وتحسين إدارة استهلاك الطاقة بما يلبي احتياجات المستقبل المتزايدة للتواصل اللاسلكي.
Views: 60